بعد أقل من شهرين على بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا خرج الرئيس الأوكراني وعبر الأجهزة الإعلامية الغربية الداعمه له مروجاً لتقارير إخبارية تتحدث عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيماوية في مدينة ماريوبول، ويقول عبد الباري عطوان في مقال في صحيفة رأي اليوم إن تجارب الحروب في منطقتنا الشرق أوسطية -وما أكثرها- علمتنا أنه عندما تبدأ موجة توجيه الاتهامات من طرف إلى آخر باستخدام أسلحة كيماوية، فهذا يعني أن الطرف الأول بات على حافة الهزيمة، وفشلت مخططاته التي تشكل العمود الفقري لخوضه هذه الحرب.
وأكد عطوان أن انتقال منظمة "الخوذ البيضاء" الإرهابية التي كانت مسؤولة عن الترويج، وتقديم معظم الأدلة المزورة حول استخدام القوات السورية أسلحة كيماوية في الغوطة وريف إدلب، فتحت فرعاً في أوكرانيا، وتملك خبرات كبيرة في هذا المِضمار ربما يتم اللجوء إليها في الأيام أو الأسابيع القادمة للاستفادة منها في ظل عودة الحديث بقوة عن استخدام الروس لهذه الأسلحة في أكثر من مدينة أوكرانية.. يدور خلاف بين المعسكرين الأمريكي والروسي حول تطورات الحرب ميدانياً في أوكرانيا، فالأمريكان يتحدثون عن آلاف القتلى الروس، ونجاح كبير للعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، بينما يكذب الروس هذه الأنباء، ويعتبرونها مُبالغاً فيها، ويؤكدون أن العقوبات الأمريكية على بلادهم جاءت بنتائج عكسية تماماً.
وأضاف عطوان: نميل أكثر إلى تصديق الرواية الروسية اعتماداً على المصادر الغربية، فصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية أكدت في تقرير لها نشرته قبل ثلاثة أيام أن هذه العقوبات وخاصةً تجنيد جزء من الاحتياطات الروسية النقدية في البنوك الأمريكية والغربية قد تقوض الدولار الأمريكي، والنظام المالي العالمي المعتمد عليه، أما صحيفة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية المتخصصة، توقعت هذه الحقيقة وقالت في تقرير لها، إن تحقيق روسيا أرباحاً قياسية في ظل هذه العقوبات بسبب ارتفاع أسعار النفط والغاز والقمح، وبروز نظام مالي صيني بديل (C I P S) تستخدمه أكثر من 100 دولة في العالم، عماده اليوان الذهبي، ويتحول بشكل متسارع إلى النظام البديل (سويفت) الأمريكي، والفضل في كل ذلك يعود لغباء الرئيس جو بايدن وإدارته.
وختم عطوان: لن تتوقف حرب أوكرانيا إلا بتفهم الغرب للمطالب الروسية الأمنية وأبرزها عدم تمدد حلف الناتو شرقاً، والاعتراف بضم جزيرة القرم وعدم نصب صواريخ باليستية قرب الحدود الروسية شرقاً أو غرباً أو جنوباً، وإلى ذلك الحين، نعيد التذكير بأن الروبل "ملك"، واليوان الصيني "إمبراطور".