يدور فتات تنظيم داعش الإرهابي حول نفسه، وتنبئ مؤشرات ميدانية أن التنظيم الإرهابي يسعى إلى أن يستجمع عناصره، وغرضه عودة السيطرة إلى مساحات بعينها، وآخر هذه المؤشرات بحسب ما أوردته صحيفة الأخبار اللبنانية تسلل عدد من عناصر التنظيم إلى داخل مخيم الهول شمال شرق سورية، ولم تفلح الإجراءات التي اتخذتها ميليشيا قسد التابعة للاحتلال الأمريكي في تحصين المخيم، ونجح التنظيم في بث الرعب داخله.
وفي تفاصيل الصحيفة فإن مخيم الهول يعد واحداً من أكثر الأهداف رجحاناً لدى "داعش" الإرهابي الذين تمكّن عناصر تابعون له من الفرار من سجن الثانوية الصناعية في مدينة الحسكة، إثر الهجوم الذي شنّوه هناك منذ نحو أربعين يوماً، وما يعزّز احتمال مهاجمة المخيم أن "مدينة الخيام" باتت بالفعل في مرمى نيران إرهابيي داعش من خلال تصعيد العمليات داخلها، وصولاً إلى مرحلة الهجوم المباشر عليها مطلع الشهر الحالي، وتزامن تسلل الإرهابيين إلى داخل المخيم مع عمليات اغتيال مستمرّة ينفذها "داعش" في الهول الذي شهد منذ مطلع العام 14 حالة اغتيال، بينها 3 حالات قطع رؤوس.
وأكد مصدر من داخل المخيم للصحيفة أن "عناصر تابعين لداعش تمكّنوا من كسر أسواره، والوصول إلى القسم العراقي منه، ومطالبة قاطنيه باتباع تعاليمه، وأضاف أن "الأهالي أبلغوا عناصر ميليشيا قسد بالخرق الأمني، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع العناصر المتسلّلين، نتج عنها مقتل اثنين منهم وفرار آخرين، مع إصابة عدد من عناصر الميليشيا".
وأشار المصدر إلى أن "خلايا التنظيم الإرهابي نجحت في حربها النفسية داخل المخيم، من خلال تمكّنها من زرع الخوف في قلوب الجميع، بعد تكرار حوادث الاغتيال وقطع الرؤوس"، وأكد أن "كلّ تدابير ميليشيا قسد الأخيرة لم تمنع تلك الخلايا من ممارسة نشاطها، ومواصلة نشر الرعب".
يقف مخيم الهول على حافة الكارثة، وعلى الرغم من كل ما عاناه أهله من اضطهاد ميليشيا قسد والاحتلال الأمريكي وممارساتهم بحقهم، فإن الرعب المحيط بسمعة داعش القذرة يتجاوز حده في قلوبهم، وعلى هذه الحال تتدحرج حالهم من سيئ إلى أسوأ.