تتجنب الولايات المتحدة الأمريكية المواجهة المباشرة مع الدب الروسي، لكنها تعمل في الخفاء على عرقلة جهود موسكو في أي مكان في العالم، ففي خطوة لا تبدو منفصلة عما يجري على الجبهة الروسية – الأوكرانية، تحدثت صحيفة الأخبار اللبنانية عن عزم أمريكا إمضاء استثناء يعفي المناطق التي تستولي عليها ميليشيا قسد المدعومة من الاحتلال الأمريكي وتلك التي تحتلها قوات الاحتلال التركي في الشمال الغربي من عقوبات قانون قيصر الأميركي، وتشمل الاستثناءات الجديدة إلى جانب المناطق التي تستولي عليها ميليشيا (قسد)، مناطق احتلال القوات التركية والفصائل التابعة لها، من دون إدلب.
ورأت الصحيفة أن من شأن هذه الخطوة فتح الباب على تداعيات غير سهلة، وتسليط عامل ضغط على الروس في مقابل حملتهم المتواصلة على أوكرانيا، فضلاً عن عرقلة خطّتهم الهادفة إلى "إجلاس الميليشيا على طاولة الحوار مع دمشق".
وأكدت مصادر للصحيفة صحة ما يتمّ تداوله حول استعداد واشنطن لاستثناء مناطق من العقوبات المفروضة، بهدف تقديم دفعة اقتصادية كبيرة لتلك المناطق، وحصْر العقوبات في مساحة سيطرة الدولة السورية، وأشارت إلى أن الخطوة الأميركية الجديدة بدت مفاجئة.
وبحسب الصحيفة سيتيح هذا القرار في حال تطبيقه فرصة لتحويل النفط السوري المسروق من بوّابات التهريب إلى الشمال السوري ومناطق التي تحتلها تركيا، إلى الأبواب الخارجية، ما قد يعني بالمحصّلة "شرعنة سرقة النفط".
وتابعت الصحيفة أن مشروع القرار الأميركي الجديد يأتي في وقت تستكمل فيه ميليشيا (قسد) عمليات الفرز والتنظيم التي تقوم بها في المناطق التي تستولي عليها، عن طريق إجلاء سكان بعض المناطق قسراً، بالإضافة إلى عزل الوافدين من مناطق أخرى من خلال منحهم بطاقات خاصة، ويبدو أن الولايات المتحدة تريد من وراء خطوتها توجيه ضربة غير مباشرة إلى الجهود الروسية لوضع "قسد" على طاولة الحوار مع دمشق، أو إدخالهم في العملية السياسية عبر مسارات التسوية سواءً في اجتماعات "اللجنة الدستورية" أو حتى "مسار أستانة".