لا بد أن للعملية العسكرية الروسية الخاصة في دونباس أهدافها البعيدة التي تحدثت فيها وتوقعتها صحف ووسائل إعلام غربية، فكيف تناولت الصحف الأمريكية الأزمة الأوكرانية من وجهة النظر الروسية؟
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية توقعت أن تسبب هزيمة روسيا لأوكرانيا تغيرات جيوسياسية واسعة في أوروبا وفي أهداف حلف الناتو والنظام العالمي القائم، وستبدأ حقبة تسيطر فيها الصين على تايوان وجنوب شرق آسيا وتُخلق 3 كتل في العالم (أميركية، وروسية، وصينية)، وأن يعم الصراع العالمي؛ حيث تتكيف كل منطقة في العالم مع التكوين الجديد للقوة.
وأوضحت الصحيفة أنه عندما يكمل الروس عمليتهم، سيكونون قادرين على نشر قوات برية وجوية وصاروخية في قواعد غرب أوكرانيا وكذلك في بيلاروس، وأشارت إلى أن الاستراتيجية الجديدة لروسيا هي فك ارتباط دول البلطيق بحلف شمال الأطلسي من خلال إثبات أن الحلف لا يمكنه بعد الآن أن يأمل تقديم الحماية لتلك البلدان.
وأضافت أنه ومع وجود بولندا والمجر و5 أعضاء آخرين في الناتو يتشاركون الحدود مع "روسيا الجديدة الموسعة"، فإن قدرة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف سوف تتضاءل بشكل خطير.
مجلة نيوزويك الأمريكية أشارت بدورها إلى أن الرئيس بوتين لم يخسر في أي حرب خاضها قط، متوقعة أن يحقق أهداف عمليته العسكرية في أوكرانيا هذه المرة أيضاً. وأضافت أن بوتين نجح في إعطاء قواته المسلحة أهدافاً عسكرية واضحة وقابلة للتحقيق من شأنها أن تسمح له بإعلان النصر بمصداقية في نظر الشعب الروسي، والعالم الذي يراقب بحذر.
وأكدت أنه "من غير المرجح أن تكون مبادرته الأخيرة في أوكرانيا مختلفة".