لا تُبعد المسافات سورية عن منعطفات تفرضها الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، فوجود وزير الخارجية فيصل المقداد في موسكو لحظة توقيع الرئيس الروسي مرسوم الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك لم يكن مصادفة، إنما هو بحسب جريدة الأخبار اللبنانية جزء من إعادة ترتيب للمشهد السوري الميداني والسياسي كاملاً، كجزء من التغيّرات السياسية الدولية التي فرضتها الأزمة الأوكرانية.
وفي تفاصيل الصحيفة ففي وقت أظهرت فيه الأزمة الأوكرانية الأهمية الاستراتيجية والأمنية لسورية بالنسبة إلى روسيا، عبر زيارة وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو إلى دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد قبل أيام، وإشرافه على مناورات عسكرية ضخمة، بالإضافة إلى تخصيص نافذة ثابتة على الشاشات الروسية لقاعدة حميميم خلال رصد ردود الفعل على قرار الرئيس الروسي الاعتراف باستقلال "الجمهوريتَين"، رسخت الأزمة الجديدة عمق التحالف الاستراتيجي بين دمشق وموسكو، التي أظهرت على لسان وزير خارجيتها موقفاً أكثر حزماً هذه المرّة من الوجود الأميركي في سورية، ومن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
الحراك السياسي السوري – الروسي في موسكو ترافق -بحسب الصحيفة- مع آخر ميداني، حيث شهدت الساحة السورية احتكاكات متزايدة بين القوات الروسية والاحتلال الأمريكي، أبرزها تحليق طائرات روسية فوق مناطق تضمّ قواعد أميركية غير شرعية، ووسط هذه التجاذبات تفتح موسكو الباب مرة أخرى أمام ميليشيا "قسد" للانخراط في العملية السياسية.
وختمت الصحيفة: على الرغم من احتدام التوتر الروسي - الأميركي، يتابع المندوب الأممي إلى سوريةغير بيدرسن خطواته لعقد الجولة السابعة من اجتماعات "اللجنة الدستورية" المقررة في العشرين من آذار المقبل في مدينة جنيف السويسرية، إضافة إلى جدولة مواعيد الجولتَين الثامنة والتاسعة في أيار وحزيران المقبلَين، لبناء توافقات سياسية على طريق إنهاء الأزمة.