الإعلام تايم - صحافة
كشف الكاتب البريطاني دان غلاذبورك في دراسة عن مدى تورط أجهزة الأمن البريطانية في تسهيل تدفق الإرهابيين الأجانب إلى سورية، إذ قال" منذ أكثر من 13 عاماً وتحديداً في آذار من عام 2003، شنت بريطانيا والولايات المتحدة حرباً غير شرعية وغير مبررة على العراق.
ورأى غلاذبورك أن الكوارث اللا متناهية التي خلفتها الحرب على العراق جاءت نتيجة للرويات الكاذبة للاستخبارات البريطانية التي قام توني بلير بسردها في أروقة الأمم المتحدة بأن العراق يمثل الخطر الأكبر على العالم بادعائه امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، موضحاً: أن بلير ادعى لاحقاً أن الاستخبارات البريطانية أخفقت في مهمتها وأنها غير قادرة على التمييز بين المعلومات ذات المصداقية وتلك الوهمية، وأضاف: لكن هي في الحقيقة لم تخفق، بل أتمت مهمتها على أكمل وجه، ووفرت للحكومة البريطانية تسهيل حربها العدوانية على العراق.
وتابع غلاذبورك" ولأن النوع نفسه من الأكاذيب يعاد سردها من جديد ولكن هذه المرة ضد سورية، فنحن الآن نسمع عن إخفاقات الاستخبارات وعدم كفاءة أجهزة الأمن المفترضة لشرح حرب منهكة في الشرق الأوسط يرعاها الغرب، ففي العام السابق اعترف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بأن 800 مواطن بريطاني كانوا قد ذهبوا إلى سورية للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، وأن ما لا يقل عن 50% منهم لقوا مصرعهم.
وتساءل غلاذبورك عن عدد البريطانيين الذين انضموا إلى تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية ثم عادوا منها وتمت استضافتهم في وسائل الإعلام البريطانية وإخضاع البعض منهم لـ"المحاكمات" هل هذا أيضاً يندرج ضمن الإخفاقات الاستخباراتية الفادحة؟! ليجيب: أعتقد أن الجواب هو لا لأن الاستخبارات البريطانية هي على علم بكل ما يحدث داخل حدودها، فهل من المعقول أن يغادر أي بريطاني إرهابي حدود بريطانيا ومن ثم يرجع إليها من دون أن تراه أو تشعر به الاستخبارات البريطانية؟! هل هذا إخفاق منها أم تواطؤ؟!
وخلص غلاذبورك أن الحكومة البريطانية تدعم سراً وعلناً حرباً ضد سورية، وتغض النظر عن مرور الإرهابيين إلى سورية من أجل الانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي..بكل بساطة الحكومة البريطانية تعمل على تجنيد هؤلاء المرتزقة من أجل تأجيج الأحداث في سورية، وبالتالي هو تحالف علني مع الإرهاب، فتاريخ بريطانيا في التواطؤ مع الإرهابيين والمرتزقة حافل، وهو أداة رئيسة في سياسة بريطانيا الخارجية.