حذرت صحيفة (لو جورنال دو ديمانش) الفرنسية من أن عدد الإرهابيين الأوروبيين الذاهبين إلى سورية تحت مسمى "الجهاد" في ازدياد مستمر، مؤكدة أن هذا الازدياد "يجعل مهمة الأجهزة الأمنية الأوروبية أكثر صعوبة".
ولفتت الصحيفة في مقال حمل عنوان "سورية.. من أوروبا" إلى أنه منذ بداية الأزمة في سورية كانت أعداد الإرهابيين من أصول أوروبية والذين انضموا للقتال مع "التنظيمات الجهادية" في سورية كثيرة جدًا وهي في تزايد مستمر الآن.
يشار إلى أن المركز الدولى لدراسة التطرف فى بريطانيا كشف في تقرير له مؤخراً أن نحو 18 بالمئة من الإرهابيين الأجانب فى سورية قدموا من أوروبا الغربية وأغلبيتهم من فرنسا وبريطانيا محذرًا من خطورة هؤلاء الإرهابيين على الأمن الأوروبي في حال عودتهم إلى بلادهم الأصلية.
وكان وزير الداخلية الفرنسية مانويل فالس وغيره من المسؤولين الأوروبيين أشاروا في تصريحات سابقة إلى أن أكثر من 1500 إرهابي أوروبي انضموا إلى المجموعات الارهابية في سورية منذ بداية هذا العام.
إلى ذلك نقلت الصحيفة الفرنسية عن كلود مونيكيه مدير المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية في بروكسل قوله "ربما يتم التقليل من شأن هذه الأرقام.. "الجهاديون" يعبرون تحت إشراف وتوجيه أجهزة المخابرات الفرنسية والبلجيكية والمملكة المتحدة، هناك 184 فرنسيا حاليا في سورية ومئة على استعداد للذهاب".
وحذر مونيكيه من بعض "الجمعيات المتطرفة" في فرنسا وخاصة في منطقة باريس متسائلًا عن المخاطر الممكنة من هؤلاء "المقاتلين" عندما يعودون إلى بلدهم "نظرًا لشخصية ذلك النوع من الشباب الذين هم غالبا منبوذون اجتماعيا ما يمكن أن يشكل خطرًا حقيقيًا وخاصة أنهم تلقوا التدريب على معظم الأسلحة والمتفجرات ونظرًا لعددهم سيكون من المستحيل على أجهزة المخابرات توقع ساعة عملهم" وفى مؤشر جديد على تداعيات حملات نشر الفكر الإرهابى الوهابى على مستوى العالم والتضليل الاعلامى ازاء سورية كشفت أم فرنسية يوم السبت الماضي عن قيام زوجها بالتوجه الى سورية عبر تركيا للانضمام إلى المجموعات الارهابية بعد خطف ابنتهما الطفلة البالغ عمرها 20 شهرا فقط.
وكان الرئيس السابق للادارة المركزية للاستخبارات الفرنسية الداخلية برنار سكاوارسينى فضح فى كتاب نشره مؤخرًا وحمل عنوان "الاستخبارات الفرنسية.. الرهانات الجديدة" السياسات التي اتبعتها فرنسا إزاء ما يجري في سورية منذ بداية الازمة فيها وعرى الدول الداعمة للمجموعات الارهابية المسلحة وأكد فضل الحكومة السورية بإحباط الكثير من الهجمات التى كانت تستهدف فرنسا على أراضيها.