جاء في تقرير لصحيفة ( الأخبار) اللبنانية حول جيل الجهاديين الجديد:
قتل الطفل عباس زيواني ابن مدينة بنش (ريف إدلب) في الحادي عشر من الشهر الجاري ، وتعددت الروايات حول حقيقة مقتله.
عباس هو الطفل الذي اشتهر بإنشاده كثيراً من الأهازيج الطائفية وأبرزها "بالذبح جيناكم بلا اتفاقية"، وكان قد ورث "الإذاعة المتنقلة" عن أبيه الذي اشتهر بلقب "قاشوش بنّش" وقُتل في نيسان 2014، كما ورث عنه الأهازيج الطائفيّة التي تتغنّى بـمبايعة زعماء "جبهة النصرة" و"القاعدة" و "طالبان".
تقول الصحيفة: لا يمثل عباس ظاهرة فردية، فثمة آلاف من الأطفال في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السوريّة قد تشربوا الفكر التكفيري ذاته وبطريقة ممنهجة هي خطوة أولى في برنامج "الإعداد الجهادي" .
بدأت هذه الظاهرة في البروز خلال عام 2012، ووصلت إلى أوجها عام 2013، ولم يقتصر التصدي لهذه المهمة على المكاتب "الدّعوية"، بل إن مدارس كثيرة (داخل سورية وخارجها) تشرف عليها جماعة الإخوان المسلمين، وتنظيمات سلفيّة قد أخذت على عاتقها القيام بالمهمة ذاتها.
خلال عام 2014 اختلف المشهد، وبدأ استثمار الحقن التكفيري الذي تشربه الأطفال عبر ضممهم إلى معسكرات "جهادية" تتولى تحويلهم إلى مقاتلين.
وبحسب الصحيفة، ينقسم "الجهاديون" الصغار إلى (أنصار) و (مهاجرين).
القسم الثاني بدأ بالازدياد إثر تنامي ظاهرة الهجرة العائليّة، حيث دأب الجهاديون الوافدون على الهجرة إلى الشام مصطحبين عائلاتهم معهم، وتؤكد معلومات متقاطعة حصلت عليها (الأخبار) من مصادر جهادية، أن العائلات القوقازية هي الأنشط في هذا السياق.
ومع ازدياد عددهم، بدأت التنظيمات الجهادية في تنظيم تدريبات خاصة للجهاديين الصغار الذين تربوا على الفكر التكفيري ما جعلهم مؤهلين للانخراط مباشرة في الدورات العسكرية.
وعلاوة على أبناء "المهاجرين" فقد عمد "داعش" إلى إنشاء معسكرات خاصة بـ"الأشبال الأنصار"، يجري فيها تدريب الأيتام (وخاصةة أبناء المقاتلين المنضمين إلى التنظيم وسقطوا في المعارك)، إضافة إلى الأطفال الذين يجري سبيهم في المعارك والغزوات.
وبمرور الوقت فرض التنظيم "التجنيد الإجباري" على أطفال المناطق الخاضعة له منذ دخولهم سن "التكليف الشرعي" وهو سن البلوغ (13 عاماً).
ويقسم هؤلاء الأطفال بعد فرزهم على أساس العمر ونوع التدريب إلى اختصاصات مختلفة: "انغماسيين"، "طلائع استشهادية" (أي منفذي العمليات الانتحارية)... وسواها. أمما القاسم المشترك بين كل هؤلاء، فهو غرس فكرة "عولمة الجهاد"، وحتمية استمراره إلى أن تسود راية التوحيد العالم.
وذكرت الصحيفة أحد رواد "الإعداد الجهادي ، وهو الشيخ السعودي عبد الله المحيسني الرقم الأول في هذا الميدان.
فبعدما واكب تجربة "داعش"، ثم عمل في صفوف "جبهة النصرة"، تحوّل المحيسني إلى عراب حقيقي، وأب روحي لـ(جيش الفتح)، كما بدأ توجيه نشاطه في مسار "مستقل" ، فأنشأ (مركز دعاة الجهاد).
والمركز كما يعرف عنه مؤسسه هو "مركز دعوي مستقل في أرض الجهاد والرباط يهتم بنشر الدعوة والعلم عبرالمعاهد، المعسكرات، الحلقات، والخيم الدعوية، وبحسب الصحيفة ينشط المركز على وجه الخصوص في محافظة إدلب.
مركز الإعلام الالكتروني