يرى موقع "ديلي بيست" بأن من يصدق بأن طالبان تغير، يكون ساذجاً، بل وأكثر سذاجة إن لم يدرك بأن طالبان هو النموذج الرائد لما يسمى حالياً "داعش"، والذي يمارس نشاطه المروع عبر العالم الإسلامي، كما سيدعي "داعش" في يوم ما أنه أخذ في" تلطيف وتعديل" مواقفه، وسيجد أيضاً الأعذار لسلوكه القديم، ولذا من الضروري تذكر وإدراك حقيقة التنظيم الذي قادة الملا عمر لمدة طويلة.
فبعد وفاة المدعو الملا عمر، قائد طالبان سابقاً، أخذت الحركة في تلطيف مواقفها، وكما كتبت صحيفة نيويورك تايمز، عن أحد زعماء الحركة قوله " لقد تعلمنا دروساً حينما كنا في السلطة، ونحن على استعداد لأن نكون معتدلين إلى حد ما "، حيث بدأ ممثلو طالبان في المؤتمرات الصحافية الدولية يتحدثون ويلتقون مع النساء، وربما لطفوا قليلاً من معارضتهم للموسيقى والتصوير.
ولكن موقع "ديلي بيست" لفت إلى أنه منذ اليوم الأول لدخول طالبان إلى كابول في عام ١٩٩٦، أعلن الملا عمر بأنه لم يعد يسمح للفتيات الأفغانيات بالذهاب إلى المدرسة، كما لم يعد بإمكان النساء ممارسة أي عمل خارج المنزل، ووصل الأمر لأن يأمر الملا عمر بتحطيم تماثيل بوذا التي حفرت في الجبال الحمراء في منطقة باميان، التي صمدت لأكثر من ١٥٠٠ عام، كماعملت الحركة على تدمير ممنهج لتراث ثقافي إنساني ضمته متاحف أفغانستان، وأحرقت كتباً وأشرطة غنائية.
ويشير الموقع إلى تدني مستويات التنمية البشرية في أفغانستان، ومنع النساء من تلقي العلاج في المشافي، بحيث أصبحن يلدن في المنازل، وانتشرت حالات سوء التغذية، وهرب المتعلمون والمهنيون خارج البلاد.
ومما يدعو للأسف، كما يقول "ديلي بيست"، أنه "لم يحمل أحد الملا عمر المسؤولية عن تلك الجرائم الشنيعة بحق سكان أفغانستان، أو لإيوائه إرهابيين سفكوا دماء في مناطق بعيدة عن أفغانستان.
وما زالت الحركة تتعامل مع الأفغان كرهائن بسبب رفض قادتها إلقاء السلاح والمشاركة في عملية سلام، وهم يقتلون ويشوهون ويفجرون مدنيين بشكل يومي" وبرأي ديلي بيست، إن مسامحة طالبان وعدم المطالبة بإنزال العقاب بزعمائها، والإخفاق في محاسبة الملا عمر وأعوانه عن الجرائم التي ارتكبوها، يعد خيانة بحق أرواح الأفغان الذين قضوا تحت حكم طالبان، ولأرواح أولئك الرجال والنساء اللذين جاءوا من عشرات الدول من أجل تقديم أرواحهم للقتال في صفوف الناتو لنصرة الشعب الأفغاني ودحر ذلك التنظيم الإرهابي.
ويقول الموقع أنه "آن الأوان لإنهاء الموقف الساذج في التعامل مع طالبان، وأنه حان الوقت لمواجهة الحقيقة وطبيعة ما يمثله طالبان، والإرث الذي خلفه الملا عمر".
مركز الإعلام الإلكتروني