أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تنظيم "داعش" الإرهابي يعتقد أنه استخدم أسلحة كيمائية للهجوم ضد المقاتلين الأكراد، خاصة غاز "الخردل"، وذلك وفقا لتصريحات بعض المسؤولين في الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أنه في حال التأكد من صحة الهجوم ، سيتم تصعيد الصراع الدائر في العراق وسورية، ويمكن أن يزيد الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، ليتدخل بقوة أكبر في الحرب ضد التنظيم .
وأشارت الصحيفة إلى أن البنتاجون يبحث في تقارير عن الهجوم المحتمل بغاز الخردل ضد المقاتلين في مدينة مخمور بالعراق، حيث أوضحت وسائل الإعلام نقلا عن محللين، أن الهجوم كان بقذائف مورتر، تم اطلاقه على مواقع القوات الكردية، وكان يحتوي على غاز الخردل، لأن جروح مقاتلي البشيمركة كانت مختلفة عن جروح الهجمات العادية.
من جهته قال الكولونيل "باتريك رايدر" المتحدث باسم القيادة المركزية للولايات المتحدة في مؤتمر صحفي عبر الهاتف مع الصحفيين، يوم الجمعة:" لقد رأينا التقارير، وأخذناها على محمل الجد"، مضيفاً "في هذه المرحلة، لا نعرف ما إذا تم استخدام شئ أو لا"، رافضاً القول ما إذا كان قد أرسلت الولايات المتحدة مفتشين مستقلين للتحقق من الهجمات.
وتلفت الصحيفة إلى أنه يوم الجمعة الماضي، أكد مسؤولان أمريكيان أن غاز الخردل تم استخدامه منذ اسبوعين في هجوم شمال سورية، مما أدى إلى إصابة العديد من المقاتلين الأكراد.
ومع نهاية حزيران الماضي أطلق التنظيم عدة قذائف كيميائية على حي الصالحية في مدينة الحسكة، استهدفت منطقة مكتظة بالسكان المدنيين وبعد ذلك أعلنت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب الكردية في حزيران تشكيل فريق لتوثيق الحدث وجمع العينات والشهادات من الذين تعرضوا للقصف واستطاع الفريق توثيق الحدث بالفيديو والصور الفتواغرافية، بدعم من فريق دولي من الخبراء في دراسات الصراعات المسلحة.
صحف غربية عديدة كشفت عن استخدام التنظيم لمواد سامة ، وكان ابرزها في تشرين الاول 2014 حين أعلنت صحيفة واشطن بوست في تقرير لها أن عناصر من الشرطة العراقية نقلوا إلى مستشفى شمالي بغداد خلال شهر ايلول من نفس العام وهم يعانون من أعراض التسمم بغاز الكلور.
وأضاف التقرير بأن القوات العراقية أبلغت عن وقوع هجومين بغاز الكلور في العراق منذ استيلاء مقاتلي "داعش" على مساحات واسعة من الأراضي في البلاد خلال عام 2014 و 2015.
وما تزال مسألة الأماكن التي حازت منها داعش على اسلحة كيماوية غير مؤكد الا أن أقربها للحقيقة ما كشفت عنه صحيفة ديلي تلجراف البريطانية الصادرة يوم 19 حزيران 2014، حين أكدت أن داعش نفذ هجمات على منشأة المثنى المعروفة بترسانتها الكيميائية واستطاعت الوصول إلى مخازن المنشأة والتي تضم مواد كيميائية تالفة ضمنها مادة "السارين" السامة.
مركز الإعلام الإلكتروني