الاعلام تايم_السفير
تحت عنوان "ملامح أولية لعهد ترامب: قبضةٌ من حديد لـ"الصقور"!"، كتبت صحيفة السفير اللبنانية تقرياأ جاء فيه..
خرجَ الدخانُ الأبيض من برج دونالد ترامب في الجادة الخامسة في مانهاتن. وإلى نادي الغولف الذي يملكه في نيوجيرسي، توجّه الرئيس الأميركي المنتخب لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، مطمئناً إلى ثلاث شخصيات من ذوي المواقف المتشددة في قضايا الأمن الوطني والهجرة، التي اختارها أمس، والتي تعكس أسماؤها عدم تساهله في مواقف أطلقها خلال حملته الانتخابية، كما تؤكد، من جهة أخرى، أنه استعاد زمام المبادرة في ما يتعلق بعملية اختيار أعضاء إدارته المقبلة، بعد الحديث الذي شاع عن خلافات عميقة داخل فريقه الانتقالي.
في المقابل، وفي ما يتحضر ترامب لاجتماع مع المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية في 2012، ميت رومني، قد يرسم هذا اللقاء، إذا ما اختتم بنهاية سعيدة، ملامح ادارة خارجية أكثر اعتدالاً، وسط تردد أنباء عن ترشيح رومني لوزارة الخارجية.
وأضافت الصحيفة أن ترامب أثار غضب الديموقراطيين مجدداً، بعدما عيّن ثلاث شخصيات من ذوي المواقف المتشددة في قضايا الأمن الوطني والهجرة، هم السيناتور جيف سيشنز، المؤيد لسياسة الحزم الشديد في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، الذي سيتولى قيادة وزارة العدل، والجنرال المتقاعد مايكل فلين، الذي عيّنه في منصب مستشار الأمن القومي خلفاً لسوزان رايس، وعضو مجلس النواب عن ولاية كنساس مايك بومبيو، لقيادة وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه".
وقرر الرئيس الاميركي المنتخب أن يعهد بوزارة العدل إلى سيشنز (69 عاماً)، المؤيد لسياسة الحزم الشديد في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية التي شكلت أحد المواضيع الرئيسية خلال حملة ترامب بعدما وعد بترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي.
ويُعرف سيشنز بأنه هندس لترامب أسلوب إيصال سياسته المتعلقة بالهجرة للناخبين المحتملين، وقدّم له الاستشارة لاختيار اسم نائبه، مايك بنس.
وأصبح السيناتور المحافظ من ألاباما، مستشاراً مقرّباً من ترامب منذ بداية حملته، بعدما أعلن تأييده له باكراً جداً، وكان أيضاً موضع بحث لتولي حقيبة وزارة الدفاع.
وسيشنز، الذي ينوي العمل بـ "عدل وبلا انحياز"، سيقدم للرئيس الأميركي، الحديث العهد في السياسة، معرفته الدقيقة بآليات عمل السلطة في واشنطن، على الأرجح، لكن تصريحاته العنصرية العلنية التي أدلى بها في ثمانينيات القرن الماضي لا تزال تلاحقه حتى اليوم، وستشكل صداعاً لمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي تنوي مراقبته عن كثب.
فعندما كان مدعياً عاماً في ألاباما في العام 1986، انتقد سيشنز محامياً أبيض، معتبراً أنه "عار على عرقه" بسبب دفاعه عن موكله الأسود. كما ذكّرت منظمة "آي سي إل يو" المدافعة عن الحريات بأنه نعتها بأنها "شيوعية"، وعارض عدداً من المواقف التي اتخذتها في مجال حقوق المثليين وعقوبة الإعدام والإجهاض.
وبعد دخوله إلى الكونغرس في العام 1996، كان من أشد المعارضين لإصلاح نظام الهجرة، كما عارض اقتراحات تشريعية تتعلق بتقليص أحكام السجن الإجبارية.
واعتبر النائب الديموقراطي عن ولاية إلينوي لويس غوتيريز أنه "إذا كنتم تحنّون الى عصرٍ كان يتم فيه إسكات السود، وكان المثليون يختبئون في المراحيض، والمهاجرون بعيدين عن الأنظار والنساء في المطبخ، فإن سيشنز هو الرجل المناسب".
أما مايكل فلين (57 عاماً)، المناهض للتطرف الإسلامي والمعروف بمواقفه التصالحية تجاه روسيا، الذي سيشغل منصب مستشار الأمن القومي، فقد ترأس جهاز الاستخبارات العسكرية (وكالة استخبارات الدفاع) بين العامين 2012 و2014، وأثار جدلاً بسبب تصريحات مناهضة للإسلام.
ويدافع فلين، الذي لا يحتاج تعيينه إلى موافقة مجلس الشيوخ على عكس المرشحين الاثنين الآخرين اللذين عيّنهما ترامب أمس، عن تقارب مع موسكو وبكين.
واعتبر المستشار السابق للرئيس باراك أوباما، ديفيد أكسلرود، أن تعيينه "قد يثير فرحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وأعرب النائب الديموقراطي وعضو لجنة الاستخبارات، آدم شيف، عن قلقه من "ضعف" فلين تجاه روسيا، و "تصريحاته التحريضية" حول الإسلام.
وعبّر الرئيس الأميركي المنتخب عن "سروره" لأن فلين "سيكون إلى جانبه لهزيمة تنظيم داعش، وسبر أغوار التحديات الجيوستراتيجية، وإبقاء الولايات المتحدة آمنة".
ويعتبر فلين "الجهاد الإسلامي" خطراً عالمياً، لكنه وصل إلى حد وصف الإسلام كدين، بـ "السرطان"، وبأصل الإرهاب، معتبراً إياه إيديولوجيا سياسية.
كما أعلن ترامب أن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" ستكون بقيادة مايك بومبيو (52 عاماً)، عضو مجلس النواب عن ولاية كنساس، الذي تمّ انتخابه تزامناً مع وصول "حزب الشاي"، الجناح المحافظ المتشدد في الحزب الجمهوري، الى الكونغرس.
وبومبيو "الصقر"، هو خصم شرس للنظام الإيراني، وللاتفاق الذي وقعته الدول الكبرى لمنع طهران من حيازة قنبلة نووية، كما كان أيضاً أحد أعضاء لجنة التحقيق في الكونغرس حول الهجوم على البعثة الأميركية في بنغازي العام 2012، التي اتهمت المرشحة الديموقراطية السابقة الى الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، ووزير الخارجية آنذاك، بأنها قللت من أهمية التهديد الجهادي في ليبيا.
وبالتوازي مع هذه التعيينات لشخصيات من أنصار التشدد، أتاح ترامب أمس، تسريب أسماء شخصيات أكثر اعتدالاً لتسلم وزارة الخارجية.
ومن المفترض أن يجتمع خلال عطلة نهاية الأسبوع مع الجمهوري ميت رومني، فيما أشارت وسائل إعلام أميركية الى ان الرئيس الأميركي المنتخب يسعى الى تعيين الأخير وزيراً للخارجية. وقد يشكل تقاربٌ كهذا مفاجأة، لأن رومني كان في الصف الاول لمعارضي ترامب، وخطه الشعبوي خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.