بجرة قوة وقعت موسكو على وثيقتي مرسومين يقضيان باعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وعلى اتفاقين منفصلين حول الصداقة والتعاون والمساعدة بين روسيا والجمهوريتين، ووضعت كييف في موضع لا تحسد عليه.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن روسيا سددت بالكامل الديون المترتبة على أوكرانيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، لكن كييف لم تفِ بإلتزاماتها ولم تُعِد ممتلكات الاتحاد لروسيا.
وأكد أن هناك قوى خارجية لعبت دوراً في توتير العلاقة بين روسيا وأوكرانيا وهناك من يدفع أوكرانيا نحو الحرب مع روسيا، مؤكداً أن انضمام أوكرانيا المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي يشكل خطراً على أمن روسيا.
وحول التطورات الأخيرة قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف إن روسيا لم تستطع تحمل هذه الهمجية، ولا جدوى من التحدث إلى المعتدي بلغة الدبلوماسية فقط، إذ يجب مساءلته من موقع القوة.
وفي هذه الأثناء قالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن واشنطن تعتزم الإعلان عن عقوبات جديدة ضد روسيا بعد اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، ووصفت الاعتراف "بالانتهاك الواضح للقانون الدولي ولسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
ومع استمرار الحملة الإعلامية الغربية حول الحرب الروسية المزعومة ضد أوكرانيا، أوضحت موسكو مراراً وتكراراً أنها لا تريد غزو أوكرانيا رغم التحشيد العسكري حولها، ولا تحاول على الإطلاق -بحسب السفير الروسي لدى واشنطن- السيطرة على أراضي أي دولة أجنبية، إذ تعتبر دونباس ولوجانسك جزءاً من أوكرانيا.
تؤكد موسكو وعلى لسان مسؤوليها أنها لا تنوي ضم الإقليم إلى أراضيها، إنما تطبيق اتفاقية مينسك التي تنص على منح الإقليم بأغلبيته الروسية حكماً ذاتياً، لكن المخاوف الغربية لا تزال موجودة، وتلك المخاوف رأت كامبل ماكديارميد في مقال في صحيفة التلغراف البريطانية أنها سببت تقلب أسعار المواد الغذائية، وهي تخاطر بدفع عائلات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الجوع الشديد.
وأشارت ماكديارميد إلى أن روسيا تعد أكبر مصدر للقمح في العالم، بينما برزت أوكرانيا بشكل ملحوظ بين مصدري الحبوب على مدار العقد الماضي.
وأضافت أن الصراع الممتد قد يعني أن الإمدادات من أوكرانيا ستحتاج إلى استبدالها من مصدر آخر ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وختمت بأن الصراع يؤدي إلى الجوع، والحرب ستؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن الغذائي.