لا تكتفي طهرن بما قدمته الولايات المتحدة الأمريكية من إعفاءات حتى الآن في قضية ملفها النووي، وهو ما جاء لسان وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان حين وصفها بالخطوة الجيدة ولكنها غير كافية، في إشارة إلى أن طهران تنتظر إعفاءً كلياً ورفعاً كاملاً للعقوبات والتحقق من ذلك، بالإضافة إلى توفير ضمانات بعدم الانسحاب من أي اتفاق مستقبلاً.
وتعتمد طهران موقفها ذلك بحسب مقال لخميس بن عبيد القطيطي في صحيفة "الوطن العمانية" من موقع القوة باعتبار أن بقاء العقوبات يقابله أيضاً تخليها من أي التزام دولي في برنامجها النووي، وهو ما يجدد المخاوف النووية بوصول جمهورية إيران الإسلامية إلى الحافة النووية، لذلك تسعى الولايات المتحدة إلى إبداء حُسن نيات مع هذه الإعفاءات أملاً في تجدد جولات المفاوضات النووية، وحل النقاط العالقة من خلال هذه المفاوضات.
ويعتقد القطيطي أن إيران كسبت الرهان النووي، وتحقق تقدماً في هذا الملف فيما لو جرت المفاوضات قدما نحو العودة إلى توقيع الاتفاق النووي، وكذلك هي الحال أيضاً فيما لو حدث أي موقف أعاق استكمال تلك المفاوضات، وتفاوض إيران من موقع قوة، وتمتنع من موقف قوة أيضاً؛ باعتبار أن الظروف الدولية الراهنة لا تقبل حدوث أي مخاطرة أو توتر في المنطقة والأطراف الدولية تدرك تلك الحقيقة.