نشرت صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية في عددها الصادر الإثنين 3 شباط / فبراير تحقيقاً ميدانياً بقلم الكاتبة اود ماركوفيتش تحت عنوان "جرحى المسلحين السوريين يأتون للمعالجة في إسرائيل" يتحدث عن مواصلة كيان الاحتلال الصهيوني دوره المفضوح بتأجيج الأزمة في سورية ودعم الإرهابيين والتواصل معهم ومساعدتهم من خلال تقديم العلاج لهم في مشافيه قبل إعادة إرسالهم إلى سورية لمتابعة أعمالهم الإجرامية بحق السوريين.
وأفاد التحقيق الميداني عن وصول إثنين من جرحى الإرهابيين الذين يقاتلون في سورية إلى مشفى زيف في مدينة صفد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام .1948
وقالت "إن سامي وابن عمه حضرا إلى مشفى زيف في صفد وقد بترت ساقاهما" إلى جانب العديد من الجرحى القادمين من سورية، مشيرةً بلغة تهكمية تفضح حقيقة تلك العلاقة إلى تجاوز أمثال هؤلاء محرمات العلاقات مع العدو الإسرائيلي بمجيئهم من أجل طلب المساعدة الطبية.
وكشفت الكاتبة عن أن "السلطات الإسرائيلية أعطت الأوامر للجنود الإسرائيليين كي يسمحوا لهم بالدخول"، مبينةً أن "عدد الجرحى الذين عولجوا في المشافي الإسرائيلية أصبح 600 شخص ومن ثم كانوا يعودون بعد عدة أشهر إلى سورية."
ونقلت الكاتبة عن ضابط طبيب في جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعى طريف بدر قوله "منذ الصيف الماضي تلقينا المزيد من هؤلاء الجرحى بمعدل 100 شخص في الشهر."
يذكر أنه ورغم رفض سلطات الاحتلال الكشف عن العدد الدقيق للإرهابيين الذين تلقوا العلاج في مشافيها إلا أن صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق أن التقديرات تشير إلى نقل 800 منهم بينهم من وصل في وضع خطير منذ بداية الأحداث في سورية.
وخلال تجوال الكاتبة داخل مشفى زيف أوضحت أنها شاهدت "ثلاثة رجال ملتحين" وقال ميكائيل هراري وهو طبيب في المشفى بخصوصهم "إننا نعالج الجميع هنا.. نعم يتواجد لدينا جهاديون."
يشار إلى أن وسائل إعلام العدو تطلق على الإرهابيين الذين يتلقون العلاج بالمشافي الاسرائيلية صفة "الجرحى السوريين" التزاماً بتعليمات مشددة بهذا الخصوص من حكومة الاحتلال وجيشه في محاولة للتعمية على الدعم العسكري والمادي الذي تقدمه سلطات الاحتلال للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وأفاد تحقيق الصحيفة الفرنسية بأن هناك ثلاثة مشاف اسرائيلية هي نهاريا وزيف في صفد وبوريا في طبريا تعالج الارهابيين السوريين لكن عدداً من الإرهابيين بحسب وسائل إعلام إسرائيلية تلقوا علاجات أولية في مشاف ميدانية أقامها الجيش الإسرائيلي لهذا الغرض.
وقد اعترفت وسائل اعلام الاحتلال مؤخراً بإقامة مشفى ميداني على أرض الجولان العربى السورى المحتل لمعالجة مصابي المجموعات الإرهابية الذين يقاتلون في سورية وذلك منذ أكثر من سنة ونصف السنة وأنه عولج فيها حتى الآن أكثر من 700 إرهابي يحظون برعاية واهتمام طاقم طبي إسرائيلي وينقل منهم من حالته خطرة إلى مشافى الاحتلال ليتلقى العلاج ومن ثم يتم تهريبهم مجدداً إلى الأراضي السورية ليكملوا أعمالهم الإجرامية في سورية ضمن صفوف المجموعات الإرهابية.
وأشار تحقيق الصحيفة إلى تخصيص سلطات الاحتلال الإسرائيلي طاقماً خاصاً للتعامل مع هؤلاء كاشفاً عن أن نصف طاقم التمريض بالمشافي المذكورة يتكلمون اللغة العربية.
ولا يتوانى الكيان الصهيوني عن دعم الإرهابيين في سورية بكل الوسائل من تهريب المرتزقة وإمدادهم بالسلاح والمال والدعم السياسي والإعلامي والاستخباراتي وصولاً إلى العلاج والرعاية الطبية لإدراكه أن هؤلاء يقدمون أكبر خدمة له من خلال استهداف سورية ومقدراتها وزعزعة الأمن فيها وهو ما تؤكده العديد من التقارير الإعلامية والوقائع الميدانية.
ووفقاً للعديد من التقارير الصحفية الأجنبية وتصريحات مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي فإن الإرهابيين الذين تنسق معهم سلطات الاحتلال هم إرهابيو تنظيمات القاعدة وجبهة النصرة الإرهابية وعناصر ما يسمى بـ " الحر" الذين يمارسون أبشع أعمال القتل وتدمير البنى التحتية في سورية واستهداف الجيش العربي السوري بأوامر إسرائيلية أمريكية وتمويل وتدريب وتسليح غربي خليجي.