الاعلام تايم_رأي اليوم
كتبت صحيفة رأي اليوم اللندنية مقالا سلطت الضور فيه على المسامحة السعودية لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على تصريحاته التي اتهم فيها السعودية بإشعال الحروب في المنطقة.
الصحيفة بدأت مقالها بعرض ما جاء في مؤتمر صحفي للوزير البريطاني الذي يزور الرياض ونظيره السعودي عادل الجبير الذي قدم "نموذجا"في "التكاذب" السياسي والدبلوماسي، فيما أكدت تصريحات الوزيرين على "الانتهازية" المصلحية لبلديهما، وهو توجه بريطاني متأصل، ولكنه غير مألوف في السعودية من وجهة نظر الكثيرين.
وأشارت الصحيفة الى التصريحات المثيرة للجدل التي ادلى بها الوزير البريطاني في ندوة بروما، واتهم فيها السعودية بإشعال فتيل حروب بالإنابة في منطقة الشرق الأوسط، وتحريف الاسلام وتوظيفه في هذه الحروب، إلا أنه لقي استقبالا حافلا ومتميزا في الرياض، وبدا نظيره الجبير متسامحا وودودا ومبررا لتصريحاته تلك، ودافع عنه بقوله انه تم تحريفها وأسيء فهمها وأن العلاقات بين السعودية وبريطانيا استراتيجية.
حسن الاستقبال جعل الوزير جونسون يخرج عن النص في مجاملته لمضيفيه لدرجة تبني موقفهم في حرب اليمن عندما "اعترف ان الرياض تواجه تهديدا خطيرا من الصراع هناك، رغم قلقه العميق من جراء معاناة اليمنيين".
وأضافت الصحيفة أن السعودية التي تعيش مخاوف مزدوجة وجدية من جراء وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض، الذي يتبنى قانون "جاستا" الذي ينص على محاكمتها أمام القضاء الأمريكي بتهم الإرهاب، وتعاظم صعود الدور الإيراني في المنطقة، تريد حلفاء يقفون في خندقها ويدافعون عنها، ولذلك تجاوزت تصريحات الوزير جونسون.
العدد الأخير من مجلة “الايكونومست” البريطانية الذي صدر يوم وصول الوزير جونسون الى الرياض رش المزيد من الملح على جرح القلق السعودي هذا، عندما تحدثت المجلة بـ"صراحة" غير معهودة عن هزائم الحكومة السعودية في كل حروبها وسياساتها الخارجية في سورية والعراق واليمن ومنظمة "اوبك"، وكان لافتا ان الوزير الجبير لم يتطرق مطلقا في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع نظيره البريطاني الى الملف السوري.
وختمت الصحيفة مقالها بـ"بريطانيا لم تعد دولة عظمى.. وترسم سياساتها وفق مصالحها.. واذا لوحت لها ايران بصفقات وعقود اقتصادية اكثر دسامة فإن السيدة تيريزا ماي، رئيسة وزرائها، ستكون أول الواصلين الى طهران، تماما مثلما فعلت فرنسا بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الست العظمى، وستكرر تصريحات الوزير جونسون نفسها أي إشادة بالعلاقات التاريخية بين لندن وطهران، ولا نحتاج الى المزيد من الشرح في هذا المضمار".