حذرت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية يوم الإثنين 27 كانو الثاني/يناير في مقال للكاتب كريستوف كورنوفان من أن شبكة الانترنت باتت أكثر من أي وقت مضى أفضل وسيلة لتجنيد الإرهابيين المتطرفين في أوروبا وإرسالهم إلى سورية، مبينةً أن غسيل الأدمغة وصل إلى ذروته ولاسيما في بعض المواقع الإسلامية التي تحض قراء الانترنت على الحقد عن طريق نشر صور الجثث والجوامع المهدمة.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس السابق للإدارة العامة للاستخبارات الخارجية الفرنسية آلان شويت قوله إن "شبكة الانترنت تقوم منذ عدة سنوات بتغيير كامل الجوهرالفكري "الجهادي" الذي تختلط فيه جميع الأحلام الخيالية وطرق صناعة القنبلة وهذيان العودة إلى العصر الذهبي للسلفية والموت والشهادة بالنسبة للمتطوعين المتشبعين بعقلية الكتائب الجهادية العالمية" وهذا ما يجدونه عندما يتصل الأمر بسورية.
وفسرشويت سرعة الاستجابة لدعوات التطرف والانضمام للمجموعات الإرهابية في سورية بالقول "إن الذهاب إلى سورية سهل يكفي ركوب الباص من باريس إلى اسطنبول ولاسيما أن الأوروبيين ليسوا بحاجة إلى تأشيرة دخول ثم الوصول إلى الحدود السورية-التركية وهناك يجدون كل ما يلزمهم من تجهيزات وبنى تحتية."
بدوره أوضح الباحث في مجموعة الأبحاث والدراسات حول البحر المتوسط والشرق الأوسط هاويز سينيغر أن الشريحة الأكبر من الإرهابيين الذين يستجيبون لدعوات الانترنت تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عاماً وهم غارقون في الضواحي المهمشة للمدن الأوروبية، مشيراً إلى أن هؤلاء بالعموم "لا يتحدثون اللغة العربية ومعرفتهم الدينية معدومة أو شبه معدومة."
وأشار الباحث إلى أن ما يؤخذ على هؤلاء ويسرع إقناعهم "أن المشاهد الحربية على شبكة التواصل الاجتماعي الانترنت لا يمكن التأكد من صحتها كلياً وتؤثر على عقول الذين يمكن التلاعب بهم عندما يختلط كل ذلك مع خطاب مذهبي يدعي الشرعية."
وحذر الباحث من خطورة انتشار "العديد من المواقع الإسلامية المتطرفة على الانترنت التي تدعو بصراحة إلى التمجيد بـ "الجهاد" والتي يقف وراءها عدد كبير من الدعاة الذين يقدمون أنفسهم كـ "معتدلين" ويصغي إليهم عدد كبير من المسلمين ويصبح خطابهم متطرفاً عندما يتطرقون إلى الوضع في سورية."
وأشارت الصحيفة إلى أن شاشات التلفزة تظهر العديد من الشخصيات التي تستخدم الأسلوب التحريضي وغسل الأدمغة في مخاطبة المشاهدين كما هو الحال بالنسبة لـ "يوسف القرضاوي" الذي منح برنامجا على قناة الجزيرة ويعامل بمثابة مفتي قطر مشيرة إلى أنه يبث "بمكر دعاية مضللة وعنيفة".
وذكرت الصحيفة أن "هناك 12 قاصراً فرنسياً على الأقل انضموا إلى صفوف هؤلاء الضائعين"، مشيرةً إلى أن هؤلاء لا يمثلون إلا الجزء البارز من جبل الجليد ففي بداية شهر كانون الأول/ديسمبر حذر وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس مع نظيره البلجيكي جويل ميلكيه من تجنيد الشباب الأوروبيين من قبل منظمات مقربة من تنظيم القاعدة في سورية وقدرا أن عددهم يتراوح بين 1500 و2000.
وقال فالس هذه الظاهرة "تقلقني وهي تمثل بالنسبة لي أكبر خطر يجب أن نواجهه في السنوات القادمة."
واعتبرت الصحيفة أن تأخر أجهزة الاستخبارات الفرنسية في دق جرس الإنذار الأحمر ومواصلة السماح لهؤلاء "الإرهابيين" سيؤدي إلى نتائج خطيرة بعد نهاية الأزمة في سورية.
ويتوقع أحد الخبراء أن يعود أولئك الإرهابيون إلى فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية مع الشعور بالمرارة والعطش للانتقام وسيقومون بتحميل الدول الغربية أسباب جميع المصائب ولاسيما عدم تدخلهم عسكرياً في سورية.