قال الكاتب الصحفي التركي "سادات اركين" أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تمكن من إنقاذ نفسه، وتجاوز جميع المخاطر في الماضي، بينما أظهرت احتجاجات متنزه كزي التي تعتبر تمرد مدني حدود قوة أردوغان وحجمها الحقيقي وغيرت نظرة العالم له ليتحول من زعيم إصلاحي إلى زعيم استبدادي.
ورأى الكاتب في مقال نشرته صحيفة حرييت أن أردوغان تمكن من تجاوز مخاطر متنزه كزي، من حيث الحفاظ على قوته ودعم قاعدة حزبه، ونجح بإقناع قاعدته التي تشكل 50 % من الناخبين، على الرغم من الجدل حول الإطروحات والحجج التي استخدمها ضد المقاومة، وأضاف: " الوضع يختلف هذه المرة لأن خصائص عدو اليوم وحليف الأمس يعرف عنه الكثير، وأردوغان لا يعرف الخطوات التي سيخطوها عدوه، والأوراق التي يملكها بين يده ويشهد غموض كبير..اردوغان سياسي لا يخشى الصراع ويتبناه كأسلوب سياسي، بينما الآن مجبر على خوض صراع لم يخوضه سابقاً وعدوه يملك أساليب قتال مختلفة لا يعرفها أردوغان".
وأكد الكاتب أن العملية الأمنية ضد الفساد والرشوة خلقت أضرار وخسائر كبيرة، حيث ما انعكس على شاشات التلفزة هو حزب متورط بالفساد والرشوة، ومهما سعى أردوغان لشن حملة شاملة ببلاغته القوية لا يستطيع إزالة التشويش من عقول قاعدة حزبه، أي من أذهان الناس المتدينين الذين يتبنون القيم الأخلاقية الصادقة، وبين أن مبدأ رفض الفساد التي يتبناه حزب العدالة والتنمية والذي يعتبره أردوغان أهم عنصر استراتيجي في خطابه السياسي، أزيل من التداول مع فضيحة الفساد والرشوة الأخيرة حيث من الصعب أن يصلح الأضرار والخسائر كلها.
وقال الكاتب أن بنية الأزمة الأخيرة تسرع وتوسع المشكلة التي تشهدها حكومة حزب العدالة والتنمية في موضوع فقدان الأرضية، ورأى أن محاولة السيطرة على النائب العام الذي يجري التحقيق وعمليات التصفية الكبيرة في قيادة الشرطة تعزز التصور حول مساعي الحكومة لتقويض التحقيق، وبين الكاتب أيضاَ أن أردوغان يتوجه نحو هجوم شامل على غرار ما فعل خلال احتجاجات متنزه كزي مع الموافقة على لعب اللعبة في الساحة التي فرضها عليه الطرف الآخر ويرتكب الأخطاء التي يتوقعها الطرف الآخر، وأضاف: "لم ينجح أردوغان باتخاذ أي خطوة لصالحه حتى الآن ليتفوق على عدوهن وكان ينبغي عليه إقالة الوزراء المستهدفين من مهامهم و تحليل الوضع بشكل واقعي".
وقال "إن أردوغان يبدو عليه وكأنه غير مهتم بإبعاد القضية، ولكن تصور العالم الخارجي حوله وحول حكومته يتغير بسرعة هائلة، وأوضح أن احتجاجات متنزه كزي خلقت تصور "أردوغان الإستبدادي" لدى العالم الخارجي، بينما المرحلة الجديدة ستضيف لهذا التصور عنصر السعي للتغطية على الفساد والإبتعاد عن الشفافية ، حيث سينعكس التصور الجديد على السياسية الخارجية التركية والإقتصاد وموقع تركيا قي الساحة الدولية، وفي كل الأحوال يواجه رئيس الوزراء أردوغان مأزق كبير من الصعب الخروج منه".
http://www.hurriyet.com.tr/yazarlar/25412495.asp