نشر مكتب الميادين في واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات الأميركية والعربية تقريراً تحت عنوان "سوريا تفرض خطوطها الحمراء" تحدث عن المدلولات والأبعاد السياسية والاستراتيجية لإسقاط سوريا لطائرة دورنز أميركية، كما واكب التصريحات السياسية "الملتبسة" لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بإعادته الأولوية للحل السياسي في سوريا, جاء فيه:
تشكل طائرة الدرون دليل جلي على استمرار العمليات الاميركية بجمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستطلاع "على الشواطىء الغربية لسوريا، ومراقبة الشحنات المتعددة التي تصل لسوريا عبر البحر؛" ودليل ايضاً على فاعلية الدفاعات الجوية السورية.
إسقاط الطائرة تم في أجواء مدينة اللاذقية التي لم يسجل دخول أي عناصر لتنظيم "داعش"، ويرجح أن مهمتها الحقيقية تكمن في : القيام بعملية استطلاع مكثفة في منطقة تدرك واشنطن أنها خاضعة لسيطرة الجيش السوري بحماية مظلة الدفاعات الجوية وتوفير سبل استكشاف ومراقبة على مدار الساعة لبقعة جغرافية محددة, وتعزيز "سمعة" الصناعات الجوية الاميركية تجارياً؛ أو الاعداد لشن عملية اغتيال ضد هدف أو جملة اهداف مخطط لها مسبقاً.
أما بالنسبة لتصريحات كيري: معهد كارنيغي للابحاث اعتبر "تصريح جون كيري بضرورة التفاوض مع الاسد" ثمرة اخفاق السياسة الاميركية "نتيجة قصر نظرها،" مما يتعين عليها دفع اثمان باهظة في نهاية المطاف – وفق توصيفات المعهد.
من الجائز القول إن وزارة الدفاع الاميركية، البنتاغون، اقحمت نفسها في مأزق "توفير غطاء جوي في الحرب على داعش"، وتيقنها في وقت متأخر لعدم توفر العدد الكافي من الدرونز وضرورة حمايتها بطائرات مقاتلة ومساندة، بسبب سهولة استهداف طائرات الدرونز مما يضاعف الكلفة الاجمالية لمهامها, إضافة لما سبق من معاناة في توفر الطواقم البشرية المطلوبة, وشكلت سوريا ولا تزال تحدياً جاداً للاستراتيجية الاميركية التي تخشى مظلة دفاعاتها الجوية المتقدمة، خاصة بعد تيقنها في حادثتي المقاتلة التركية والدرونز الاميركية.
الحادثة الاخيرة تنذر بما هو اخطر منها في مقبل الايام، سيما في ظل مرافقة الطائرات المقاتلة الاميركية لطائرات الدرونز وما يشكله من تنامي احتمالات الاشتباك الجوي بين الطرفين. القيادة العسكرية الاميركية غير متيقنة، على ما يبدو، من النوايا السورية التي لا تصرح بما قد تقوم به: هل ستسمح سورية بتحليق مقاتلات اميركية، اف-16، فوق اجواء اللاذقية لحماية طلعات الدرونز، ام ستعمد لاسقاطها، والخيار المحتمل تنفيذه من قبل الطائرات المقاتلة عند اطلاق صاروخ ارض – جو، سام، على الدرونز.
وعليه، تأتي وتيرة الرسائل الاميركية المتعددة لطمأنة سورية من ناحية، بأولوية الحل السياسي؛ واستعداداتها العسكرية التي لم تغادر حيز المراهنة على التدخل عسكريا هناك، اما مباشرة او دعما لقوات برية من حلفائها، عربا واقليميين، لتعويض خسائر المراهنة الشاملة.
مركز الإعلام الإلكتروني