الإعلام تايم - رصد
استنكر المفتي السابق لتنظيم القاعدة أبو حفص الموريتاني ، الأفعال التي يرتكبها أفراد تنظيم "داعش" ضد المدنيين خاصة الأطفال والنساء ، كالقتل بالجملة و"الشناعة" في القتل واستباحة الأموال والأعراض.
وفي مقابلة متلفزة رفض الموريتاني ماتسمى "بالخلافة" التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" ، وهو مؤشر على الاختلاف الفكري والسياسي والسلوكي بين تنظيمي "القاعدة" و"داعش" على حد زعمه .
وحول إعلان "الخلافة" في القاعدة التي تمّ الإعلان عنها في وقت سابق في أفغانستان قال الموريتاني "أزهقت أرواح وأريقت دماء وحصلت مفاسد ، وفي النهاية تلاشت تلك الخلافة ولجأ الخليفة إلى بريطانيا فأخذ لجوءاً سياسياً منها" .
وأضاف المفتي السابق "أنا لم أسمع حقيقة عن أحد من أهل العلم البارزين ، سواء كانوا علماء الأمة بشكل عام ، أو العلماء المصنفين على أنهم علماء التيار "الجهادي" بايع البغدادي واعترف بخلافته وأعطاه على ذلك البيعة الشرعية ، ولا أظن من وجهة نظري الخاصة أن خلافة البغدادي هي الخلافة الاسلامية التي يتطلع إليها المسلمون ".
ودعا الموريتاني في مقابلته زعيم القاعدة أيمن الظواهري أن يبذل مزيداً من الجهد في توجيه فروع التنظيم والوقوف في وجه موجة الغلو في التكفير والتوسع في استباحة دماء المسلمين.. وأضاف " استباحة دماء المسلمين أمر عظيم وخطير وتكفير المسلمين منزلق خطير وكبير.. وهذه من أشد الأخطاء التي تقع فيها الجماعات "الجهادية".
وعن "الجهاد" أكد الموريتاني أنه لا بد له من مقومات شرعية هي استيفاؤه للمشروعية الفقهية لفتاوى العلماء العاملين الجامعين بين العلم بالشرع والعلم بالواقع وخشية الله عز وجل. فلا يصح أن يقوم بالجهاد أو أن يعلن "الجهاد" كل من هب ودب. ولو كانت نيته حسنة وقصده سليم. لا بد للجهاد من مقومات مادية؛ هذه المقومات المادية يعرفها أهل الخبرة والاختصاص"، داعياً الى الابتعاد عمّا أسماه "الجهاد" في مواجهة الحكام لأنه مخالف للشريعة وفيه مفسدة للأمة.
ووجه المفتي المريتاني نصائحه للشباب في البعد عن تكفير المسلمين، مستشهداً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما". وأضاف "المنهج الإسلامي يضع شروطاً وضوابطاً شديدة في باب التكفير والتفسير والحكم على الآخرين..والوصية الأخرى هي أن يحتاطوا في دماء المسلمين. وأن يبتعدوا عن الخوض فيها. الله عز وجل يقول: "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها. غضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً." والرسول صلى الله عليه وسلم يقول، وهو جنب الكعبة: "ما أطيبك وأطيب ريحك، وما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمتك؛ دمه وماله وأن يُظن به إلا خير." ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المرء في بحبوحة في دينه ما لم يصب دماً حراماً." دماء المسلمين أمر عظيم.
يشار أن أبو حفص، واسمه محفوظ ولد الوالد، كان أحد أهم ثلاث شخصيات في القاعدة بعد أسامة بن لادن، والظواهري. كان يرأس الهيئة الشرعية؛ أي أنه كان بمثابة مفتي القاعدة في بداياتها..كما أن هذه المرة الثانية فقط في تاريخه التي يجري فيها أبو حفص مقابلة مع وسيلة إعلامية عربية أو عالمية.
موريتانيا