لم يدخر عمال سورية جهداً لمواصلة العمل على كل الجبهات متحدين ظروف الأزمة والإرهاب ليصلوا الليل بالنهار من أجل أن تبقى مواقع العمل مستمرة لتقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون وتلبية احتياجات السوق المحلية ، حيث يمر هذا العام عيد العمال العالمي على عمال سورية، بعد أكثر من أربع سنوات على الحرب التي تشن على سورية بأدوات الإرهاب التي جاءت على الكثير من مواقع العمل تهديماً وتخريباً وسرقة ، ما جعل جزءاً من العمال يفقدون أعمالهم لعدم قدرتهم على الوصول إلى مقرات عملهم بعد قطع أدوات الإرهاب الطرق وتهجير العمال من أماكن سكنهم.
يمثل الاحتفال بعيد العمال الذي يصادف الأول من أيار عنواناً لتضامن الطبقة العاملة ورمزاً لوحدتها وتجسيداً لانتصاراتها وصمودها في وجه الإرهاب ، والعقوبات والصعوبات التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من أربع سنوات ، إذ استطاع عمال سورية بمختلف مواقعهم ترسيخ القيم والتصميم على زيادة الإنجازات على مختلف الصعد رغم كل الظروف والمعاناة ، فكانوا مثالا للوفاء والعطاء لوطنهم ليتمكن من البقاء الرقم الصعب الذي لا يمكن النيل منه.
ومن مواقع العمل التي صمدت وصمد عمالها في وجه الإرهاب يثابر مئات آلاف العمال في الوقوف خلف آلاتهم متحدين كل الظروف ، حيث وجد فراس مرهج من الشركة العربية المتحدة للصناعة "الدبس" بدمشق أن الأضرار التي لحقت بالشركة من قبل المجموعات المسلحة عليها "لم تثنينا نحن العمال عن المجيء وبشكل يومي إلى الشركة للوقوف خلف آلاتنا رغم الصعوبات التي نواجهها في الوصول إليها خاصة أن منتجات الشركة يحتاجها المواطنون ما يتطلب منا الاستمرار بالعمل بكل الظروف".
في حين، أكد وائل كفا من الشركة نفسها أن القطاع العام الصناعي كان هدفاً للإرهابيين المدعومين من الخارج بسبب دوره في تعزيز قوة الاقتصاد الوطني وصمود الدولة، ومن واجبنا التمسك بهذا القطاع والدفاع عنه ، معتبراً أن استمرار دوران الآلات في شركات هذا القطاع دليل تحد وصمود بوجه الإرهاب.
بدوره يرى محمود منور أن مجيئه إلى العمل بشكل يومي ووقوفه خلف آلته رغم كل الصعوبات التي يعانيها لا تشكل شيئا مقابل التضحيات التي يقدمها أبطال جيشنا الباسل في محاربة الإرهاب ما يتطلب وقوفنا إلى جانبه بكل ما نستطيع.
واعتبر العامل سلطان عطية أن عيد العمال هو رمز للعمال جميعاً وخاصة عمال سورية ليؤكدوا في هذا اليوم أنهم متمسكون بمواقع عملهم ليست لأنها مصدر عيشهم فقط بل "لأن هذه المواقع تعني صمود دولتهم في وجه الحرب التي تشن عليها".
وفي المقر المؤقت للشركة العامة لصناعة المنظفات "سار" في شركة زجاج دمشق الذي انتقل إليه عمالها بعدما طال الإرهاب مقر شركتهم في عدرا، يواصل عمال الشركة وبأدوات بسيطة العمل والإنتاج وتنفيذ عقود بعشرات الأطنان لجهات القطاع العام.
مركز الإعلام الإلكتروني..