تحت عنوان " متى تخلع الجامعة العباءة؟" كتب عبد اللطيف عمران مقالاً في صحيفة البعث جاء فيه":
قال الكاتب: يبدو أن الجامعة العربية ستكون قريباً قادرة على خلع العباءة الخليجية، عباءة البترودولار التي طمحت، وحققت بعض طموحاتها في مصادرة الوعي والإرادة في النظام الرسمي العربي، ما انعكس دماراً على مصائر الشعب العربي، وعلى مقدرات الأمة, أتى زمن الخراب العربي ليدخل عامه الخامس فإذا بالسحر ينقلب علينا، وفجأة دون سابق إنذار نرى دويلة كقطر تتمدّد وتنتفخ على المسرح الإقليمي والدولي.
وأضاف .. هذا دفع بعض زعماء مجلس التعاون الخليجي ليرى أن المجلس صار أكبر من الجامعة العربية، بل يمكن أن يكون بحجم الأمم المتحدة، أو مجلس الأمن «بترودولار» وساعد على ذلك وجود نبيل العربي الذي لم يسبق للجامعة أن عرفت أميناً لها خائناً للعروبة، فطرح هؤلاء مسألة امتداد المجلس ليطال المغرب العربي مروراً بالأردن… من مبدأ الابتزاز والمقايضة السياسية بالمساعدات. وهذا ماحدث فعلاً.
موضحاً أنه لا يمكن للجامعة في تاريخها وحاضرها ومستقبلها أن تكون عربية إلاّ بناءً على معيار أساسي هو مناهضة المشروع الصهيوني الذي يُستبدل خطره الآن بالمشروع النووي السلمي الإيراني. ولذلك لا يُستغرب أن يكون طرح الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الجامعة حول القوة العربية المشتركة، مُسقِطاً من حسابه كلياً خطر الاحتلال الصهيوني الذي يدعم «الشقيقين» المعارضة المعتدلة والتكفيريين.
وختم الكاتب بـ ومن منطلق التفاؤل الثوري الحقيقي، لا الزائف، فلن تستطيع الجامعة الاستمرار في الانصياع لمتطلبات التحالف الرجعي الصهيوني المعلن، لا شك في عودة الوعي، والانتماء لأصالته الحقيقية، فصمود الشعب السوري وجيشه العقائدي ومؤسساته الوطنية ليس هدية للعروبة والإسلام فحسب، بل هدية للإنسانية، فالعالم كله قلق اليوم من الإرهاب التكفيري الجوّال.
د. عبد اللطيف عمران