وجهات نظر

سورية والشعب العربي

مكرم خوري


لم يكن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مطار حلب منذ يومين بعيداً عن آخر اعتداء صهيوني استهدف الأراضي السورية، وكما في كل مرة تُسمع عبارات الشجب والتنديد، وربما لا تُسمع، وربما يمر العدوان دون ذكر في وسائل الإعلام.

ورأى الكاتب الفلسطيني مكرم خوري مخول في مقال نشرته صحيفة رأي اليوم أن لا خلاف في امتهان الاحتلال الإسرائيلي الإجرام، ولا جدال أن سورية محاصرة بأشنع العقوبات وتعاني من شح الموارد ناهيك عن الوضع بعد الزلزال.

وقال الكاتب: لهذا وغيره وبما أن سورية على حق، فقد دافعنا منذ شن الحرب على سورية في آذار ٢٠١١ وندافع وسندافع عن سورية بكل ما أوتي لنا ولم ننتظر أحد لتوجيهنا لا بل نقود عملية الدفاع بعيون مفتوحة وعقول تعرف قوانين اللعبة في العواصم التي عملت ولا زالت تعمل ضد سورية، وذلك رغم المخاطر والتضحيات... لكن أحياناً مهما كان التحرك الفردي والجمعي لصالح سورية من أي بؤرة في العالم… فهو إما أنه لا يضاهي العمل الرسمي أو أنه بحاجة لتغطية رسمية من الدولة حتى ولو شكلية. فكل ما على سورية عمله أحياناً، هو تبني مقترحات واتخاد قرارات معينة من خلالها وبعدها تفويض المختصين (مثلاً) قانونياً للشروع بإجراءات الدفاع عن سورية لمحاولة صد الإجرام ضدها… حتى ولو القليل من هذه الجرائم.

وأضاف الكاتب: هناك منابر ومحافل دولية متاح العمل فيها للدولة السورية ويجب طرق أبوابها ليلاً نهاراً حتى ولو كانت عموماً منحازة ضد سورية لأنها تتأثر باللوبي الصهيو-أمريكي… والوصول عبرها إلى الرأي العام العالمي. أليست سورية عضواً في الأمم المتحدة؟ أليس للأمم المتحدة منظمات وهيئات يجب العمل من خلالها؟ لما لا نقوم بالتوجه إلى محكمة العدل الدولية (ليس بالضرورة الجنايات الدولية) في لاهاي على الأقل ضد احتلالين وهما الاحتلال الإسرائيلي واحتلال الولايات المتحدة التي أيضاً أقرت بنهب النفط السوري منذ سنين والذي زار قائدها العسكري خلسة شمال شرق سورية ليتفقد أنفار احتلاله ويتآمر على سورية؟

وتابع الكاتب: تدعي أمريكا أنها تحارب الإرهاب في سورية (وهي من اخترعه ودربه وموله) بينما لم يدع أحد أمريكا لمحاربة الإرهاب في سورية… وليس هناك قرار مجلس أمن للتدخل الأمريكي أو الناتوي!! فلم لا تحذو سورية حذو فلسطين المحتلة ضد جدار الفصل العنصري؟ في وضع كالذي تتواجد فيه سورية يجب تبنى استراتيجية مدمجة لأن كل تحرك من شأنه تخفيف معاناة سورية دولة وشعباً ولو بقليل والذي هو (وبشكل تراكمي) جزء من عملية التحرير الكامل وفرض السيادة. 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=92364