وجهات نظر

كثيرون على قيد الحياة قليلون على قيد الإنسانية.. لا للابتزاز السياسي

د. منذر علي أحمد


لا يتسع العقل للكارثة الإنسانية التي حلت بسورية بعد كل المآسي التي خبرتها طوال العقد الماضي لكنه قضاء الله، ولا رد لقضاء الله إلا قضاؤه.

 

سرعان ما أدرك الشعب السوري بعد صدمته هول المصيبة، وسرعان ما تضافرت جهوده مع الجهود الحكومية للإحاطة بالكارثة فبدأ البحث عن ناجين وانتشال الضحايا وبدأ البحث عن أي حياة تحت الركام.

 

استجابة الدولة السورية ودول عربية شقيقة ودول صديقة كما استجابة شعبها كانت كبيرة وعظيمة بحجم الكارثة، لكن الاستجابة الدولية لم تكن على مستوى الكارثة الإنسانية، هناك استجابات خجولة بحجة العقوبات المفروضة على سورية، لكن أمام الحالة الإنسانية تسقط العقوبات.

 

بينما لا تهدأ الطائرات فوق السماء التركية يتغاضى قادة دول منها الاتحاد الأوروبي عما يجري في سورية، بالطبع نقدر حجم المأساة التي طالت تركيا فقد أصابنا جزء مما أصابهم، لكن هناك دولة قريبة من تركيا تعاني من حصار طويل ونقص في الإمكانات التي استنزفت نتيجة الحرب الطويلة ضد الإرهاب، كان الأولى أن يقدم الدعم لها بغض النظر عن الموقف السياسي، فتركيا فعلت آلية التضامن الدفاعية واستجاب لها الاتحاد الأوروبي الذي يقف موقفاً سلبياً من الكارثة في سورية ويمارس الابتزاز السياسي.

 

الحكومة السورية كانت جاهزة دائماً لتلقي المساعدات التي لا تخضع لابتزازات ولا يمكن أن تقف في طريق أي مساعدات يمكن أن تقدم لأبنائها في ظل هذه الكارثة الإنسانية، وكارثة كهذه تحتاج إلى تضافر جهود عدة.. هناك دول لم تدخر جهداً وساهمت بقلب كبير كأنما تنقذ أبناءها، لكن هناك دول لا تزال كعادتها تكيل بمكيالين فما حلّ في تركيا بنظرها كارثة إنسانية، لكن سورية تعاقب على مواقفها وهذه المرة من الطبيعة.

 

يقولون: كثيرون على قيد الحياة قليلون على قيد الإنسانية، وسورية خبرت هذه المقولة حتى الثمالة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=91897