وجهات نظر

هل ينجح حسام زكي بما فشل فيه الأخضر الإبراهيمي ؟

أحمد تيمور


 تواترت أنباء عن ترشيح الأمم المتحد للسفير حسام زكي كمبعوث أممي إلي سورية خلفا للأخضر الإبراهيمي والذي قدم إستقالته مؤخراً والتي اثارت الكثير من علامات الاستفهام حول الدور الذى يلعبه فى سورية والذى بات يتسق مع الأجندة الأمريكية ودور الإئتلاف السورى المعارض المدعوم من أمريكا و تركيا.
وأتعجب من فشل الإبراهيمي في سورية حيث أن الرجل سياسي مخضرم ودائما ما كان ينهي ازمات دولية وينزع فتيل حروب أهلية ومنها مثلا حين كان مبعوث الجامعة العربية إلى لبنان في العام 1989 حيث ساهم في إنهاء الحرب الأهلية هناك كما شغل مهام الممثل الأممي في جنوب افريقيا وهايتي وأفغانستان والعراق قبل أن يصبح مبعوثاً للجامعة العربية والأمم المتحدة معاً في سورية.
الإبراهيمي أكد حين تكليفه بالمهمة خلفاً للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان أنه سينطلق من النقطة التي انتهى إليها سلفه في المبادرة التي أصبحت أساساً لبيان مؤتمر جنيف 1، لكنني لا أعتقد أن السفير حسام زكي اذا ما تولى تلك المهمة الشاقة والتي هي تكليف محفوف بالمخاطر وليست تشريفا، لا أعتقد أن الرجل سيبدأ من حيث إنتهي الإبراهيمي، فعمق الأزمة السورية وما وصلت إليه الآن من تغيرات بعد مؤتمري جنيف وسيطرة الجيش العربي السوري على الأرض وترشح الرئيس بشار الأسد لإنتخابات الرئاسة، جعلت موازين القوي تتغير في حلقة الصراع الدائر في سورية.
السفير حسام زكي سفير مصر في البرازيل حاليا، كان يشغل منصب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية والمسؤول عن ملف عملية السلام بمكتب وزير الخارجية في عهد الوزير الأسبق أحمد أبوالغيط، وقد منحه الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن وسام الاستحقاق والتميز تقديراً لجهوده فى تعزيز العلاقات الفلسطينية المصرية ومساهمته الشخصية والرسمية فى نصرة القضية، وكان قد رفض الذهاب الى البرازيل لإستلام مهام عمله كسفير لمصر هناك لأنه كان يري انه هناك رغبة لإبعاده من الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان الأولى ان يكون سفيرا لمصر في إحدي الدول الأوربية، وكان وراء ذلك عصام الحداد مستشار الرئيس المعزول، وقد أثار هذا الأمر غضب شباب الدبلوماسيين حينها، بعد ذلك تقدم بأوراق إعتماده ايمانا منه بأنه سيخدم مصر في أي موقع، ومن المعروف عن السفير حسام زكي قدرته على التفاوض والتواصل وبناء على خبرة الرجل وخلفيته فهو يعلم جيدا أن أمن سوريا القومي والحفاظ على وحدتها أمر يمس أمن مصر القومي، وكما قال الزعيم الخالد جمال عبدالناصر "فإن البادئ بسورية سوف يثني بمصر" وهذا على المستوي الوطني.
أما علي المستوي الدولي والبلوماسي فإن الرجل يدرك أنه مع مرور الوقت فإن الوضع السوري يزداد تعقيداً وليس مأساوية فحسب، لأن الولايات المتحدة كانت وما تزال تستثمر في ارهاق النظام السوري وتعطيل دوره، وفي إضعاف الدولة السورية وتفكيكها، وفي استنزاف كل من ايران وروسيا، وأتوقع نجاح الرجل في مهمته وأرى ان ترشحه شرف للدبلوماسية المصرية العريقة
مصر- أحمد تيمور

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=8772