وجهات نظر

رسالتان سورية وجزائرية لتفعيل التعاون العربي

أحمد ضوا


سعت سورية على الدوام إلى العمل الدؤوب والمتواصل لتوظيف وتفعيل الإمكانيات العربية المختلفة للدفاع عن القضايا والحقوق العربية التي تتعرض لعدوان متواصل من الدول الغربية والدول المتحالفة معها في المنطقة ولم تفقد السياسة السورية في يوم من الأيام الأمل بإمكانية الاستفادة من مقومات القوة العربية واستعادة الدور العربي في الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية واستعادة الحقوق والأراضي العربية المحتلة.

على هذه الأسس والقناعات كانت مباحثات وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مع المسؤولين السوريين وفي مقدمتهم الرئيس بشار الأسد الذي أكد " أن ما يهم سورية هو صيغة ومحتوى ونتاج العمل العربي المشترك بعيدا عن الشكليات " مختصرا بذلك تاريخ طويل من الجهود السورية على كل المستويات لدفع قاطرة العمل العربي المشترك إلى الأمام ووضعها على السكة الصحيحة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى استعادة الدور العربي واحترام القوى الأخرى لمصالح الدول العربية وحقوقها التاريخية في هذه المنطقة الحساسة والمركزية في العالم.

إن حالة الضعف والتشرذم إلى وصلت إليها العلاقات العربية لأسباب كثيرة وفي مقدمتها العدوان الخارجي يجب ألا تفقدنا الأمل بإمكانية القدرة على استعادة وتوظيف مكامن القوة العربية المعطلة بل يجب أن تكون هذه الحالة دافعا كبيرا للعرب لاستنهاض قواهم ومقوماتهم وكل الظروف متوفرة لتحقيق نقلة جوهرية في ظل الواقع الدولي والمتغيرات التي يشهدها على مستوى عناصر القوة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

تتقاطع السياسة الجزائرية في مجال العمل العربي المشترك مع نظيرتها السورية وكلا البلدين لديهم وجهات نظر متقاربة وهو ما دفع بالمسؤولين الجزائريين إلى تكثيف مباحثاتهم ومشاوراتهم قبل القمة العربية من أجل ضمان نجاحها في تجاوز بعض الخلافات والتباينات فيما بين العديد من الدول العربية حول العديد من القضايا الشائكة والمعلقة ومن هنا جاءت أهمية الموقف السوري وخاصة فيما يتعلق باهتمامات دمشق من أي عمل عربي مشترك التي حددها الرئيس الأسد.

كذلك الأمر يعكس اهتمام الجزائر بإعادة تفعيل التعاون العربي رغم التعقيدات والخلافات القائمة إدراكها لخطورة التحديات الخطيرة التي تواجه الدول العربية ويكتسب تأكيد الوزير الجزائري على أهمية سورية كعنصر أساسي على الساحة العربية وعضو مؤسس في الجامعة العربية وحاجة العالم العربي إلى سورية وليس العكس أهمية كبيرة في فتح أعين الآخرين على ضرورة التخلي عن المواقف السطحية والشكليات والتركيز على المرتكزات التي تعزز التعاون العربي وفتح الطريق لمرحلة جديدة يستطيع فيها العرب الدفاع عن مصالحهم وحقوقهم ودورهم التاريخي في المنطقة والعالم.

يتوجب على الدول العربية التقاط الرسالتين السورية والجزائرية لتفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تهدد بشكل خطير الوضع الجيوسياسي للمنطقة بأسرها والظروف المتوفرة اليوم لتجاوز وحل الخلافات وتخطي المواقف الشخصية قد لا تتوفر في وقت لاحق بالنظر للتطور السريع في الأوضاع العالمية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=87056