وجهات نظر

عن العملية التركية.. لكل مرحلة أهلها

الإعلام تايم




لا يزال الحديث عن العملية التركية في الشمال متصدراً الأخبار والصحف والشاشات، ومع وجود تأكيدات على عدم الجدية التركية كون الجلبة التي يثيرها إعلام النظام التركي لا تتخطى حاجز التهديدات وبيع الكلام لحصد تنازلات مقابله؛ فإن المسؤولين في النظام التركي لا يفوتون أي فرصة لإضفاء الجدية على تلك العملية، وحديث رئيس النظام التركي أردوغان يصب في هذا النهر.


أردوغان خرج على قومه منادياً بالمنطقة العازلة التي لطالما كانت جل أحلامه منذ سنوات، حتى أنه رسم لحلمه حدوداً ونطاقاً، وقال إن قوات احتلاله بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة، مبيناً أنها ستكون على عمق 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية، وكشف صراحة أن المراد إخلاء منطقتي تل رفعت ومنبج.

وإذ تمحور حديث أردوغان حول خداع النفس، وانتقد الجهات التي تقدم السلاح هناك وتمنعه عن تركيا؛ تناسى الدماء التي تسيل من يديه وأيدي إدارته التي ما توانت عن تسليح الإرهابيين وإيوائهم ودعمهم بل ومشاركتهم في قتل السوريين واحتلال أرضهم.

كلام أردوغان تلاقى مع كلام وزير دفاعه خلوصي أكار الذي قال إن القوات التركية مستعدة لأي مهمة تكلف بها، وإن بلاده "لن تقبل بوجود إرهابيين على حدودها الجنوبية".. أكار الخائف على بلاده ووحدتها من "الإرهاب" تصول قوات احتلاله وتجول في الأراضي السورية منتهكة سيادتها وتدعم الإرهابيين فيها وخارجها (أي داخل الحدود التركية)، والذين ارتكبوا أبشع الجرائم وأفظعها بحق السوريين.

وفي وقتِ حديثِ المسؤولين في النظام التركي وتهديداتهم تتابع قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين اعتداءاتها على الأراضي السورية، حيث قصفت بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية في قريتي أبو نيتونة والتروازية على الطريق الدولي (M4) ومحيط معمل لافارج ومنطقة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي وألحقت أضراراً مادية كبيرة في المنازل والأراضي الزراعية والممتلكات العامة، فضلاً عن تفاقم الوضع المأساوي وغير الإنساني الذي يعيشه الأهالي وخاصة الأطفال والنساء نتيجة الاعتداءات المستمرة التي عطلت الحياة العامة فيها.

لا يستقر الشمال على حال ما دام الإرهاب وداعموه يفاقمون الفوضى، ويحاولون مراراً وعبر السنوات انتزاع الأرض أو ما يقابلها من مكاسب تصب في مصلحة الاحتلال سواء أكان الأمريكي أم كان التركي، تهديدات أردوغان الحالية والسابقة وربما اللاحقة اعتادها الشمال كما اعتادتها الدولة السورية، ولكل مرحلة أهلها، كما لكل عملية ردها، مادامت الدولة السورية قانعة بوجوب تخليص الأرض من الاحتلال وصيانة السيادة والاستقلال.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=85701