وجهات نظر

نهج "عروس الجنوب" يقض مضجع "إسرائيل"رغم مضي ٣٧ عاماً على عمليتها


خاص || الإعلام تايم 

 
تتزامن العمليات البطولية التي يقوم بها شبان فلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي في عمق المدن المحتلة، مع الذكرى الـ37 لاستشهاد البطلة “سناء محيدلي” ذات الـ17 ربيعاً، ابنة الجنوب اللبناني وعروسه التي نفذت عملية استشهادية ضد قوات الاحتلال في التاسع من نيسان 1985 والتي لايزال صداها مدوياً يقضّ مضجع الاحتلال كلّما هبّت نسائم تلك العملية في بقعة من بقاع فلسطين المحتلة.

العملية التي قتلت ضابطين “إسرائيليين” وأصيب فيها جنود آخرين، وفق الزعم الإسرائيلي، قال الإعلام اللبناني إنها أودت بحياة الكثيرين من جنود الاحتلال وضباطه، فقد علّمت سناء من سار على دربها أنه لا شيء مستحيل وأن درب المقاومة هو درب النصر، ولم تتأثر بسابقاتها من الشهيدات المقاومات، بل كانت هي السباقة التي خططت ومهدت الدرب لمن تبعها من الشهيدات من النساء، وكانت محيدلي قد تأثرت بشكلٍ كبير بمسيرة الشهيد “وجدي الصايغ” الذي نفذ عملية استشهادية ضد قوات العدو الصهيوني، في الجنوب اللبناني وذكر في وصيته بأن تحرير جنوب لبنان هو واجب وطني وقومي، كما أن تحرير فلسطين هو واجب وطني وقومي، كما أن العدو الإسرائيلي هو عدو أمتي.

وعن تفاصيل العملية، ذكرت المصادر المختلفة بأنه في تمام الساعة 11 ظهراً في ثلاثاء التاسع من نيسان، عام 1985، اقتحمت الفدائية محيدلي بسيارة “بيجو 504″، محملة بـ200 كغ من المتفجرات، ذكرت بعض المصادر أن الحمولة قدرت ما بين 200 إلى 500) من مادة TNT شديدة الانفجار، استهدفت بها تجمعاً لآليات جيش الاحتلال “الإسرائيلي” على معبر “باتر-جزين” في الطريق إلى الجنوب اللبناني. حيث تستعد قافلة عسكرية إسرائيلية إلى تفريغ شحنتها ضمن خطة الانسحاب من الجنوب اللبناني، ورغم ما واجهته أثناء التفتيش على هويتها لكنها تجاهلت محاولات حراس التفتيش بتوقيفها واستمرت نحو القافلة ونفذت عمليتها الفدائية.
 
 
 
 
 
 
 
وأطلت محيدلي مساء تنفيذها العملية على شاشة القناة السابعة في تلفزيون لبنان، عبر شريط مصور لوصيتها التي قالت فيها "أنا الشهيدة سناء محيدلي، أنا من جنوب لبنان، وجنوبي محتل ومقهور".. "أحبائي إن الحياة وقفة عز فقط. أنا لم أمت بل حية بينكم أتنقل،أغني، أرقص، أحقق كل آمالي، كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها".

وتابعت "أرجوكم أقبّل أياديكم فرداً فرداً لا تبكوني، لا تحزنوا عليّ. بل افرحوا اضحكوا،أنا ألآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيها من دمي وحبي لها، لا تغضبوا عليّ لأني خرجت من البيت دون إعلامكم، أنا لم أذهب لكي أتزوج ولا لكي أعيش مع أي شخص بل ذهبت للشهادة الشريفة الباسلة السعيدة، وصيتي هي تسميتي عروس الجنوب".

وكان لهذا الفيديو المؤثر أثر تحفيزي كبير لدى من لحقها من المقاومين أثر كبير كونه كان رسالة واضحة من مناضلة شابة فضلت تقديم روحها وزهرة شبابها فداء لوطنها.

الجدير بالذكر أن العدو “الإسرائيلي” أسر أشلاء الشهيدة البطلة حتى تموز 2008 حين تمت إعادتها بعد مفاوضات جرت بين “حزب الله” و”إسرائيل” لتبادل الأسرى ، وتسلم “الحزب السوري القومي الاجتماعي” رفاتها في 21 تموز 2008 وسلمّها لذويها ليتم دفنها في مسقط رأسها في عنقون بناءً على وصية الشهيدة.

اليوم وكأن المقاومون والمقاومات في فلسطين أرادوا أن يعيدوا إلى أذهان العدو أن هذه العمليات الاستشهادية التي يتفننون في كيفية وأساليب وتوقيت تنفيذها لتلقين الاحتلال الدروس القاسية، والإعلان عن أن الحق الفلسطيني لن يموت طالما هناك شبان وشابات يقدمن أرواحهن رخيصة لتكون جسراً لعبور الانتفاضة الكبرى في وجه الاحتلال الإسرائيلي، فهناك يقتل جنود ومستوطنون بـ"دهس"، وهناك بإطلاق نار، وأخرى بـ"طعنة سكين"، والهدف واحد، أن تعود مهابة أصحاب الحق لترهب قلوب الأعداء.

التقارير الإعلامية سلطت الضوء على الرعب الذي غزا "تل أبيب" قائلة "الإسرائيليون يستحضرون عمليات استشهادية كبرى بقلب تل أبيب استهلها يحيى عياش"، وتضيف عادت تل أبيب التي يعتبرها الإسرائيليون "دولة إسرائيل الصغرى"، مساء الخميس -مع أصوات الرصاص الذي تعالى من حانة "إيلكا بار" واختراق ذاكرة النسيان لسكانها- لتصطدم بالواقع الافتراضي للحياة الليلية في المدينة الذي سعى الاحتلال لإبعادها وتحييدها وحتى عزلها عن جوهر الصراع مع الفلسطينيين".

العملية التي سبقتها عمليات أخرى قتلت وجرحت عشرات الإسرائيليين أعادت للأذهان العمليات التفجيرية في قلب إسرائيل، وعرابها المهندس يحيى عياش، وهي العمليات التي شكلت محطة مفصلية في مسيرة المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي.

منذ أسابيع وأخبار العمليات في قلب الكيان لا تفارق شاشات الإعلام، ومعها التدابيروالإجراءات الأمنية التي تتخذها سلطات الاحتلال مؤكدة أنها "أوهن من بيت العنكبوت"، ففي تشرين الأول 1994 نُفذت أول عملية تفجيرية في "تل أبيب" مخلفة 22 قتيلاً إسرائيلياً و50 جريحاً، كما نفذت في آذار 1996، عملية في مركز للتسوق، قتلت 13 إسرائيليا وأصابت 130 آخرين، ومن جديد وفي نفس المنطقة من "تل أبيب" وبعمليات أربع يقتل 13 إسرائيلياً، فيما خلفت العمليات عشرات الجرحى.

واتفق الإعلام والمحللون والسياسيون والعسكريون في كيان الاحتلال عقب هذه العمليات على أنه بدأ الشعور بفقدان الأمن والأمان يتسلل لنفوس المستوطنين في كيان الاحتلال، مع التأكيد على هشاشة منظومة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

المقاومون الفلسطينيون أكدوا في أكثر من مرة أن عملياتهم لن تنتهي حتى يعود الحق المغتصب، وإذا كان كيان الاحتلال قد استطاع الوصول لمنفذ عملية إطلاق النار في "تل أبيب" حازم رعد أحد قادة كتائب شهداء الأقصى وحركة فتح في منطقة جنين، فإن المقاومة الفلسطينية تؤكد أنه في كل يوم يولد ألف حازم رعد.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=84704