خاص - الإعلام تايم

 

قبل أن يكون هناك في السعودية ما بات يعرف باسم "هيئة الترفيه" التي يترأسها تركي آل الشيخ، ارتبط اسم عائلة آل الشيخ في المملكة بالسيادة الدينية، عبر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي حكمت السعودية بقبضة دينية من حديد، وذلك قبل أن يتولى محمد بن سلمان ولاية العهد والحكم الفعلي في البلاد.

ابن سلمان سعى إلى إفراغ لقب "آل الشيخ" من الوجاهة الدينية ليصبح تركي آل الشيخ واجهة العائلة التي اتفقت منذ تأسيس المملكة مع آل سعود على تقاسم الحكم بمرجعية دينية لآل الشيخ وأخرى سياسية لآل سعود، وذلك في 1745م عبر اتفاق محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب، الأمر الذي أكده كتاب "تاريخ نجد"، لمؤلفه جون فيلبي، رجل المخابرات البريطاني وكاتم أسرار الملوك السعوديين، وكتاب "الوهابيون تاريخ ما أهمله التاريخ"، للمستشرق الفرنسي لويس دو كورانسي.

وكان أبرز شخصية من آل الشيخ مثيرة للجدل إلى جانب تركي آل الشيخ، هو مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ الذي أصدر عدداً من الفتاوى والتصريحات التي اعتبرت مؤيدة لخطوات ولي العهد السعودي، إضافة إلى تغاضيه عن قضايا إسلامية وسعودية، كان أبرزها قضية "صفقة القرن"، وافتتاح الملاهي ودور السينما وجلب الفنانين إلى المملكة.

السعودية المتزمتة دينياً طبعاً قبل ابن سلمان منذ تأسيس هيئة الأمر بالمعروف عام 1940، انقلبت بين عشية وضحاها من التزمت الديني إلى الانفتاح الذي وصل حد الانحلال الإخلاقي والفجور بشهادة أصحاب الديار أنفسهم، فابن سلمان عمل على أن تسير العائلة إلى الأفول، عبر سلب الشرطة الدينية حقوقها وإسناد الأمر للأسرة نفسها عبر ابنها البار!! تركي لتتحول سلطتها ونفوذها إلى الترفيه والغناء والحفلات الماجنة، عبر استضافة عاريات هوليوود في أرض الحرمين، الأمر الذي كان ممنوعاً في السابق.

يقول متابعون إن اللعبة التي يديرها ابن سلمان عبر تركي آل الشيخ لا تتعدى فك ارتباط آل الشيخ بالدعوة الوهابية التي انحدرت منها التنظيمات الإرهابية التي عاثت فساداً وقتلاً واغتصاباً أينما حلّ منتسبوها.

تركي آل الشيخ ظهر قبل أيام محاطاً بعدد من الأشخاص المتنكرين بشخصيات مثل باتمان وميكي ماوس، مغرداً عبر حسابه في منصة تويتر "سعيد أنا اليوم بمشاركتكم في الحفلة التنكرية في البوليفارد وونتروندرلاند ندعوكم لحفلة تنكرية أكبر وأقوى ويا ريتني كنت معاكم تحياتي لأهل الرياض"، مادفع المغردون الغاضبون في أرض الحجاز إلى الرد على ابن آل الشيخ بوابل من تعليقات ساخرة، فيما هاجمته أخرى بأنه "يعمل على سلخ المجتمع من هويته تحت اسم (الترفيه)".

فيما اعتبر آخرون أنه في نفس الساعات والأيام التي يحتفل فيها اليهود بعيد المساخر (البوريم)، يعلن تركي آل الشيخ عن افتتاح أكبر احتفال تنكّري في الرياض ويدعو السعوديين للمشاركة فيه، فمن يكون يا ترى؟.. معربين عن أسفهم للحال الذي وصلت إليه السعودية من بوابة "الترفيه"، مؤكدين أن وراء الأكمة ما وراءها جراء ما يحدث في شوارع الرياض.

وكان موسم الرياض في نسخته الثانية، قد اعتبر أكبر حفلة تنكرية في المملكة العربية السعودية ضمن إجازة الربيع، حيث انطلقت في منطقتي "بوليفارد رياض سيتي" و"نتروندرلاند" يومي 17 و18 آذار/مارس الجاري، بالتزامن مع عيد بوريم اليهودي الذي يتميز بالأحداث نفسها.

ربما ينفذ تركي آل الشيخ مخططات ابن سلمان للدعاية للدولة الجديدة عبر إعلانات يستخدم فيها نجوم الفن في العالم وخاصة نجوم هوليوود.

في السياق أشادت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي بإحياء حاخامات اسرائيليين لـ"عيد المساخر" في الرياض، معربة على لسان الحاخامات عن شكرها لولي العهد السعودي الذي سمح بذلك.

اليهود يحتفلون بالعيد المذكور يومي 16/17 آذار، لإنهم يعتقدون أنهم نجوا في هذين اليومين من مؤامرة لإبادتهم، ويتساءل مراقبون ألا يعلم تركي آل الشيخ وخلفه ابن سلمان أن احتفالاتهم في موسم الرياض عبر الحفلات التنكرية التي يتخذ منها اليهود في هذا اليوم طريقة للتعبير عن سعادتهم بالنجاة المزعومة قبل آلاف السنين، تتزامن مع مثيلتها العبرية، وهل يُعقل أن يكون التزامن مصادفة، فيما عنونت تقارير تناولت الحدث بـ"إسرائيل والرياض وتزامن الحفلات التنكرية هل هي صدفة أو ترتيب لمستقبل مشترك؟

يذكر أن "يهود" العالم يحتفلون بـ"عيد المساخر" تخليدا لذكرى انتصار أجدادهم على "هامان" الذي كان وزيراً للامبراطورية الفارسية في القرن الخامس قبل الميلاد، ويعطلون مدراسهم في هذا العيد لإحياء الحفلات التنكرية، واليوم تقمصت الترفيه السعودية هذا العيد، علّه يأتي بمفعول عكسي ويخلّصهم من "هامان" السعودي ابن سلمان.