وجهات نظر

شذوذ واشنطن


رغم ادعاء الولايات المتحدة الأمريكية بحرصها على شعوب المنطقة ومصالح الدول، فهي لا تزال تنصب نفسها زوراً حامي العالم والمدافع عن الشعوب وإن كان على حساب أرواح الناس التي تعدها في النهاية أضراراً جانبية.

 

بعد سنوات من الدماء والخراب والفساد التي عاثتها الإدارات الأمريكية المتلاحقة في العراق، تعلن وزارة الدفاع الأمريكية تخصيص مئات الملايين من الدولارات من ميزانيتها لعام 2023 لبرنامج تدريب وتجهيز الجيش العرقي.. قد يبدو ذلك طبيعياً بالنسبة إلى محتل خرب البلاد، ولكن أن تلحق واشنطن ميليشيا "قسد" التابعة لها في برنامج التدريب فذاك الشاذ عن الطبيعي.

 

الرئيس الأميركي جو بايدن قدم مشروع ميزانية السنة المالية 2023 إلى الكونغرس للمصادقة عليه ويتضمن 813 مليار دولار للإنفاق الدفاعي، بتخصيص 542 مليون دولار لتدريب الجيش العراقي و"مجموعات" في سورية، دون تفصيل الحصة المخصصة لكل منهما، وهذا يذكر بتخصيص 500 مليون دولار في الميزانية الأمريكية لعام 2022، منها 177 مليوناً لدعم "مجموعات" في سورية.

 

ليس في الشذوذ في عرف واشنطن وفقه سياستها غرابة، فممارساتها على مدى التاريخ من احتلال وسلب أراضٍ وتعذيب شعوبها، وسرقة مقدرات وثروات، وحرق مدن وقصفها بالقنابل الذرية دليل دامغ على عدم اتباعها أي نهج أخلاقي.

 

قد تغيب الأخلاق في السياسة والمصالح، فتصير الضحايا ودماؤها خسائر طبيعية، ويصير المعتدي بتكرار نفسه قوة عظمى لا يقهرها قانون ولا تثنيها إنسانية.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=84515