وجهات نظر

معركة مستقبل العالم

أحمد ضوا


قادت الولايات المتحدة وحلفائها الحرب الإرهابية على سورية لإنجاز هدف أساسي وهو تحقيق مخطط مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلى ضمان الهيمنة الغربية الصهيونية المطلقة على المنطقة تحضيرا لمشاريع عدوانية أخرى شرقا وشمالا نحو الصين وروسيا الاتحادية.

مع دخول هذه الحرب عامها الحادي عشر هناك إجماع دولي على فشل الحرب الإرهابية على سورية في تحيق هدفها الأساس وبالتالي تقهقر مشروعها الذي كانت تعول عليه ليكون أحد أعمدة تعزيز هيمنتها وسطوتها على العالم وفرملة مساعي منافسيها الدوليين.

يسجل امتياز إفشال المشروع الأمريكي الغربي لتفتيت وإخضاع المنطقة الممتدة من الأطلسي غربا إلى إيران وجوارها شرقا باسم الشعب السوري وحلفاء سورية الآمر الذي أسس لمواجهة المشاريع العدوانية الأميركية الغربية في العالم والتي نشهد فصل من فصولها في أوكرانيا حالياً.

اعتبر الكثيرون من صناع القرار الدولي والمراقبين أنه لو نجحت خطط رعاة الإرهاب في سورية لكان العالم أمام مرحلة أميركية غربية جديدة تزحف بعدها جحافل العدوان والإرهاب نحو كل دولة أو تكتل سياسي واقتصادي يقف بوجها.

بعد الغزو الأميركي للعراق والذي أدى إلى دمار واسع في هذا البلد وسقوط ملايين الضحايا وتكبد الجيش الأميركي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح ذهبت واشنطن إلى شن الحروب بالوكالة فاستخدمت أولا إجراؤها في المنطقة لإسقاط حكومات وتدمير دول ومن ثم وظفت التنظيمات الإرهابية الدولية في العراق وسورية لإعادة تموضعها في الشرق الأوسط ويستخدم رعاة الإرهاب اليوم الحكومة الأوكرانية لتحقيق أهدافهم لعزل روسيا وتطويقها ومن ثم الزحف لمواجهة الصين الذي يتم التحضير له على قدم وساق بإقامة التحالفات الإقليمية (أوكوس) مع بريطانيا وأستراليا وهذا التوجه يردده الكثير من السياسيين والباحثين كثيرا على منصات الاعلام الدولي بأدواته التقليدية والجديدة.

لم تبد السلطات الأميركية خاصة ودول حلف شمال الأطلسي على وجه العموم بعواقب واخطار العقوبات والإجراءات القسرية التي اتخذتها ضد روسيا على شعوبها حتى تهتم بآثارها على المستوى الدولي حيث لم تبقى دولة إلا تضررت من هذه العقوبات التي أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع والمنتجات والطاقة وأثرت أيضا على حركة النقل العالمية في ظل جائحة صحية كان لها أيضا عواقب خطيرة على الاقتصاد العالمي وخاصة الدول الفقيرة والنامية.

إن الحرب التي تديرها واشنطن وحلف شمال الأطلسي عبر الحكومة الأوكرانية وأدواتها المتطرفة والنازية ضد روسيا الاتحادية محكومة بالفشل فهي معركة مصيرية بالنسبة لروسيا والعالم ولذلك ليس أمام الجيش الروسي إلا إلحاق الهزيمة بحلف الناتو على حدود بلاده الشرقية الجنوبية وستكون لحظة إعلانه تحقيق شروط بلاده الأمنية والعسكرية محطة مفصلية لانهيار منظومة الهيمنة الغربية الأميركية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=84230