وجهات نظر

عندما يتحول الحرف إلى رمزٍ للنصر والمقاومة

الدكتور: منذر علي أحمد


أثار ظهور الحرف Z كرمز على الدبابات والمركبات المدرعة الروسية في ساحة المعركة فضول الكثيرين وتسائل الكثيرون عما قد يرمز إليه هذا الحرف المرسوم على دبابات روسية؟ فتحول الحرف Z من آخر حرف في أبجدية اللغة الإنكليزية إلى الحرف الأول الذي بات يشغل بال الصحفيين والمتابعين لتطورات مجريات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وأدق تفاصيلها، وأمسى رمزاً يحمله ويرفعة عالياً جميع المدافعين عن روسيا وسيادتها، وبات رمزاً ودلالة للإشارة إلى دعم شرعية العملية العسكرية التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا.


منذ بداية ظهور الحرف Z مطبوعاً باللون الأبيض على ملابس وسيارات الأشخاص المؤيدين لروسيا، بدأ الرمز بجذب الانتباه خاصة بعد تداول مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر حرف Z مرسوماً على المدرعات الحربية الروسية المتجهة صوب أوكرانيا.

وبدأت التفسيرات المختلفة تجتاح شبكات التواصل الاجتماعي، ولجأ محللون إلى تفسير الرمز على أنه طريقة لتمييز الدبابات الروسية عن تلك الأوكرانية، التي من تنتمي لنفس النوع.

 

والهدف من ذلك، بحسب محللين، هو تفادي إطلاق النار أو المواجهات بين الدبابات الروسية وتحديد الحلفاء في حال القيام بعمليات قصف لتفادي إصابتهم بنيران صديقة واستخدام مثل هذه الرموز تعتبر ممارسة عسكرية شائعة لتمييز الصديق من العدو.


ولاحقاً بدأ الحساب الرسمي لوزارة الدفاع الروسية عبر إنستغرام، بمشاركة العديد من الصور التي يظهر فيها الحرف "Z" في إشارة إلى أنه يعني "النصر" أو "إلى النصر".

 

ونشرت وزارة الدفاع الروسية على قناتها بمنصة إنستغرام أن رمز "زد" يعني عبارة "زا بوبيدو" " الروسية التي تعني "من أجل النصر" ، "زا مير" (من أجل السلام)، "زا برافدو" (من أجل الحقيقة) "زا روسيو" (من أجل روسيا).


وهو الأمر الذي أكده الدكتور لؤي يوسف وهو مساعد ومستشار رئيس جمهورية أنغوشيا والمدير العام لمجلس الأعمال الروسي السوري، حيث ذكر بأنه بحسب وزارة الدفاع الروسيّة، فإنّ الحرف اللاتينيّ “Z” هو “з» بالروسية وهو أحد حرفين كلمة«за» وتعني "مِن" وهي أول كلمة من الجملة الروسية المشهورة«за победу» وتعني "من أجل النصر".



وذكر البعض بأن الرمز Z هو إشارة إلى توعد الرئيس بوتين بمعاقبة الرئيس الأوكراني "زيلنسكي" الذي يبدأ اسمه بالحرف Z، ووصف البعض استخدام الرمز بأنه جزء من "البروباغندا أو الحملة الدعائية الروسية" التي تهدف للحصول على الدعم والتعاطف الشعبي.

 

أما الرواية الأوكرانية المضادة التي حاولت تفسير رمزية الحرف Z فجاءت على لسان وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، وذكر على حسابه على تويتر: - بحسب قوله - إن “المحتلين الروس” الذين يحملون اللافتات النازية ‘Z’، ويستخدمونها على معداتهم، معروفون لنا للغاية”، وأضاف “في عام 1943، بجوار معسكر اعتقال زاكسينهاوزن (في أورانينبورغ بألمانيا) كانت هناك محطة Z ، حيث تم ارتكاب المجازر... بحسب ما ذكره المصدر.


ولم يقتصر رسم حرف Z على الدبابات والآليات الروسية، إلا أنه أصبح رمزاً يرتديه أو يضعه كل من يؤيد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

 

وتضاعفت أهمية هذا الرمز بعد تعرض لاعب الجمباز الروسي "إيفان كولياك" ، على خلفية رسمه للحرف على زيه الرياضي خلال المواجهة التي جمعته بخصمه الأوكراني. وجاء في بيان للاتحاد الدولي للجمباز: "الاتحاد الدولي للجمباز يؤكد أنه سيتقدم بطلب إلى مؤسسة الأخلاقيات لبدء إجراءات تأديبية ضد لاعب الجمباز الروسي إيفان كولياك بعد سلوكه الصادم في مونديال الدوحة".



علماً أن البطل الروسي كولياك، وهو بطل روسيا السابق للناشئين، احتل المركز الثالث في بطولة كأس العالم للجمباز المقامة في الدوحة.



وازدادت مشاركة المواطنون الروس بشكل واسع واستخدامهم للحرف Z، الذي أصبح رمزا للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا،  وتعدى هذا الرمز حدود روسيا الجغرافية ليصل إلى بلدان عربية وتحديداً سورية، وهذا ما شهدته الساحة السورية التي أعلنت تأييدها للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وأكد السيد الرئيس بشار الأسد أن ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وأن الهيستيريا الغربية تأتي من أجل إبقاء التاريخ في المكان الخاطئ لصالح الفوضى التي لا يسعى إليها إلا الخارجون عن القانون، معتبراً أن روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية.

 

 


كما شهدت الساحة السورية، والساحات الأخرى الموالية لروسيا مشاركةً واسعة للرمز Z ضمن حملات التأييد لروسيا. وكما اشتهر الحرفV أثناء اندلاع الحرب العالمية الثانية وبعدها، وأصبح رمزاً للنصر، فهل يسجل التاريخ الحرف Z إلى جواره كرمز للنصر بعد انتصار ونجاح العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.؟

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=83984