الاعلام تايم - الاخبار
قبل أربع سنوات، ذكر الرئيس الأميركي، في حديث صحافي، أن «السلطة الحقيقية هي الخوف».
لكن حديث المسؤول لم يكن كافياً لتهدئه عاصفة الانتقادات التي انهالت على «البنتاغون»، ما اضطرّ وزير الدفاع، شخصياً، إلى عقد مؤتمر صحافي، ينأى فيه بوزارته عن كل ما يشيعه الرئيس، محاولاً الظهور بدور الضحية التي لا حول لها. وأكّد أنه يعارض نشر الجيش للسيطرة على الاحتجاجات عبر تفعيل «قانون التمرّد»، آملاً أن تبقى هذه المؤسّسة خارج العمل السياسي.
وقال إن الحرس الوطني قادر على فرض القانون، وإن «خيار استخدام قوات في الخدمة يجب أن يكون الملاذ الأخير ويقتصر على الحالات الأكثر إلحاحاً والأخطر»، ولكنّنا «لسنا في وضع كهذا الآن». وعن ظهوره في صورة سانت جون، شدّد على أنّه والمسؤولين معه لم يكونوا على علم «بما كان ينوي الرئيس فعله عندما ذهبنا معه إلى الكنيسة». وكان الكونغرس انتزع القضية، إذ عبّر رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، آدم سميث، عن قلقه من الإدارة «الاستبدادية» للرئيس و«الطريقة التي تؤثّر فيها على حكم القيادة العسكرية»، مذكّراً بأن «دور الجيش الأميركي في حفظ النظام على الأراضي (الأميركية) محدَّد بموجب القانون» الذي يمنع استخدام جنود مِن القوات الفعلية في مهمّات لحفظ النظام، إلا في حالة حدوث عصيان.
استطلاع: 64% من الأميركيين البالغين «يتعاطفون مع مَن يخرجون للتظاهر في الوقت الحالي»
خطوة ترامب الدينية الاستعراضية لم تكن موفّقة، إذ إن الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية (فاز ترامب في انتخابات 2016 بدعم قويّ مِن الكاثوليك والإنجيليين البيض) في الولايات المتحدة وجّهتا انتقادات لاذعة للرئيس بعد تفريق التظاهرة بالقوّة أمام البيت الأبيض، مِن أجل التقاط صورة له أمام الكنيسة، ولاحقاً زيارة نصب تذكاري للبابا يوحنا بولس الثاني. وتوالت الانتقادات المندِّدة بتعامل ترامب مع الاحتجاجات الراهنة، إذ رفض أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ تحرّكه لقمع المتظاهرين. وفي اليوم التالي لتهديده بإطلاق العنان للجيش، كانت ردود فعل الجمهوريين (بعضهم يدين الرئيس مباشرة، والبعض الآخر يحرص على إبداء وجهة نظر مختلفة)، قد بيّنت الخيار الهشّ الذي يواجهونه: بين تأييد نهج الرئيس المثير للانقسام، أو الانفصال عنه والمخاطرة بردّ فعل عنيف مِن الحزب قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية. السناتور عن ولاية نبراسكا، بن ساسي، قال إنه «لا يوجد حقّ في أعمال الشغب ولا حق في تدمير ممتلكات الآخرين... لكن هناك حق أساسي ودستوري في الاحتجاج، وأنا ضدّ قمع احتجاج سلمي لالتقاط صورة تتعامل مع كلمة الله على أنها دعامة سياسية».
وبعدما بقي محتجزاً في منزله لأكثر من شهرين بسبب «كورونا»، منحت الاحتجاجات المرشح الديموقراطي فرصة لاستقطاب الأضواء مجدداً، فتوجه إلى فيلادلفيا حيث ألقى خطاباً اتهم فيه ترامب بأنه «حوّل هذا البلد إلى ساحة معركة تملؤها أحقاد قديمة ومخاوف جديدة»، واعداً بفعل كل ما بوسعه من أجل «معالجة الجروح العنصرية». ولكنّه تذكّر: «لا يمكننا أن نكون سُذّجاً. كنت أتمنى أن أقول إنّ الكراهية بدأت مع دونالد ترامب وستختفي معه، لكن الحال ليست كذلك.
|
||||||||
|