وجهات نظر

أمريكا العظمى وأخيلة السقوط


الاعلام تايم _ خاص


إذا كنت قارئاً جيداً للتاريخ؛ ستطالعك وأنت تغوص في بحر أحداثه الكبيرة أزمات مختلفة المنشأ أطاحت بممالك وإمبراطوريات ودول كثيرة، دولة الأندلس على سبيل المثال لا الحصر وممالك في أوروبا وإمبراطوريات في أفريقيا وإمبراطوريات الهنود الحمر في الأميركيتين انهارت معظمها نتيجة تخريب داخلي أو نتيجة الإهمال والفساد، وقد لا يكون موضع بعضها في زمنه أقل شأناً من موضع الولايات المتحدة الأميركية في زمننا هذا، وربما لا تكون أميركا الحاضر بمعزل عن ذلك المصير.


تتنافس اليوم على صدارة الحدث الأميركي أزمتان:


ضحايا فيروس كورونا ومصابوه، وتدهور أغنى اقتصاد في العالم.
حصد فيروس كورونا المستجد حتى الآن أكثر من ٦٠ ألف شخص فيما فاقت إصاباته حاجز المليون و٨٠ ألفاً، متجاوزة عدد العسكريين الأمريكيين الذين قتلوا أثناء حرب فييتنام والذي بلغ بحسب بيانات الأرشيف الوطني ٥٨٢٢٠.


أما الاقتصاد الأميركي فقد سجل في الربع الأول من العام تراجعاً حاداً لم تعرفه البلاد منذ عقد مع دخول في الإغلاق بهدف احتواء فيروس كورونا، وهي المرة الأولى التي يعاني فيها منذ العام ٢٠١٤ الذي انتهى بتوسع قياسي، أما الآن فإن أكبر اقتصاد في العالم انحدر بمعدل سنوي قدره ٤.٨ %، وبدأ يتأثر سلبا على صعيد النشاط والتوظيف والتضخم على المدى القريب، وعلاوة على ذلك تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من ٢٦ مليون شخص تقدموا بطلبات الاستفادة من إعانات البطالة، فيما شهدت البلاد انخفاضاً تاريخياً في دورة الأعمال وثقة المستهلك.


ويتوقع المحللون أن يتقلص النمو بنسبة ٣٠% أو أكثر في الأشهر القليلة القادمة، وتشير كل تلك الأرقام القاتمة بحسب وكالة اسوشيتد برس إلى اقتصاد يهوي إلى ما يبدو أنه ركود كارثي هو الأسوأ منذ عقود.


في المحصلة فإن الدولة الأغنى والأكثر تقدماً وتسلحاً ونصيباً في الثروة العالمية هي الدولة ذاتها التي تجاوز عدد ضحايا فيروس كورونا فيها ثلث عدد ضحاياه في العالم، في وقت لا يزيد عدد سكانها بالنسبة إلى سكان العالم عن ٥%.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=70969