وجهات نظر

إلى نظام عالمي جديد

أحمد صوان


الاعلام تايم _ تشرين

لم يعد السؤال المطروح.. ماذا عن وباء كورونا؟ وما مسبباته على مستوى المعمورة؟ وكيف لفيروس كهذا أن ينتشر على هذا النحو المدمر؟ وإلى أي مدى نجحت الإجراءات الوقائية والاحترازية في الحد من هذا الانتشار المروع؟ هذه التساؤلات لم تعد مثار نقاش أو أخذ ورد، بقدر ما أن السؤال المركزي بات هو ماذا بعد كورونا؟.. وماذا تعني الاتهامات المتبادلة بين الدول الكبرى صاحبة القرار على المستوى العالمي والأممي؟.. إن هذه التساؤلات وبقدر ما هي مشروعة بالنسبة للإنسانية برمتها، هي أيضاً تشكل وعبر إجاباتها الدقيقة والحقيقية مدخلاً للتعرف على النظام العالمي الذي سيتبلور أو ينضج، كنظام عالمي جديد على أنقاض النظام العالمي الذي كانت تسيطر عليه أمريكا، والذي لم يعد قادراً على حل المشكلات الإنسانية، بل الصحية بما يضمن العافية والسلامة.


كان الحديث يدور حول ضرورة إقامة نظام عالمي جديد يخرج من كل الحماقات والإساءات، وسياسات الحقد والإكراه والتشفي إلى حد الانتقام، بسبب خلافات تراكمت على امتداد سنوات هذا النظام، وتحديداً بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أي عبر سبعة عقود من الزمن، ومن هنا فالطبيعي أن يحل نظام عالمي جديد، على اعتبار أن العالم الذي قادته الولايات المتحدة قد أفلس، ولم يعد بإمكانه حتى ضمان أبسط حالات التوازن بين القوى والدول المؤثرة في صنع القرار الدولي.


كان واضحاً أن تبادل تهم المسؤولية عن انتشار فيروس كورونا ولاسيما بين الولايات المتحدة والصين وبعض الدول الأوروبية، يشير بوضوح إلى أن ثمة قناعة قد بدأت تحتل مواقع متقدمة حيال التعاطي بالشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتمثل بضرورة التوافق على عالم جديد، بنظام يحقق على الأقل التوازن المطلوب والمنشود في إطار مصالح الشعوب وتطلعاتها في عالم أفضل.
ومن هنا توقف مراقبون وسياسيون عند تصريح أدلى به الثعلب السياسي الأمريكي هنري كيسنجر قال فيه: “بعد التعافي من وباء كورونا وبيوم واحد، سينشأ نظام عالمي جديد”، لكن على أي أساس وكيف وما هي مقوماته وركائزه؟ سؤال تصعب الإجابة عنه الآن.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=70767