وجهات نظر

سعودية بن سلمان الخطير .. تصفية الخصوم


الاعلام تايم _ افتتاحية

 

طريق الحكم معبد بالنوايا الخبيثة، قد تبدو هذه المقاربة الأكثر ملائمة لحال ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان، الذي يبذل جهوداً مضنية وعلى فترات متلاحقة ليضمن لنفسه الحكم دون أن يعكر صفو عرشه أحد.


منذ العام 2017 هطلت المفاجآت على رؤوس السعوديين صواعق كبيرة، فالأمير المدلل سعى إلى إبعاد منافسيه من العائلة الحاكمة أو الراغبين بالسيطرة على طموحاته العلنية منها والخفية، فكانت حادثة فندق "ريتز كارلتون" الشهيرة سابقة في تاريخ مملكة آل سعود منذ تأسيسها، حيث احتجز عدداً من الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال من بينهم على سبيل المثال لا الحصر الوليد بن طلال ذائع الصيت.


لن يقدم الأمير الصغير على مثل هذه الإجراءات الخطيرة في عرف العائلات الملكية دون دعم من الرأس الكبيرة كما تقول العامة، ويبدو أن الملك سلمان يؤيد خطوات ولده بل ويدعمها، كما تدعمها الولايات المتحدة التي قدم لها الأميرُ نفسُهُ موافقة ذهبية على " صفقة القرن" وسرعان ما تسلم الثمن، ويبدو أن تلك الخطوات تسارعت إما لعلم بن سلمان بحركة انقلابية من قبل المعتقلين، وإما هي ضربة استباقية لتجنب هذا السيناريو.


تصفية الخصوم في العائلة السعودية الحاكمة وإزاحة الأمراء المزعجين عن طريق بن سلمان هي ما تجعل الطريق معبداً بالكامل أمام الأمير ليتسلم مقاليد الحكم دون عوائق تذكر، خاصة مع توطئة سابقة أزاح الأمير خلالها بن نايف عن ولاية العهد وجعله تحت الإقامة الجبريّة، وأبقى عمه أحمد في لندن "المنفى الطوعي" والذي عاد لاحقاً إلى الرياض بضمانة من الاستخبارات الأميركية، لكن ذلك لم يكن كافياً فالخطر بوجودهم لا زال موجوداً، صحيفتا نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال الأميركيتان، كشفتا عن اعتقال بن سلمان ثلاثة من كبار أمراء العائلة الحاكمة في المملكة، هم أحمد بن عبد العزيز، ومحمد بن نايف ونواف بن نايف، بتهمة الخيانة العظمى، خلافاً لتهمة حادثة ريتز التي كانت الفساد آنذاك.


أما في تفاصيل العملية كما روتها الصحيفتان، فقد شهد الديوان الملكي حركة غير طبيعية في وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي، وصباح الجمعة وصل عناصر مقنعون من الديوان بملابس سوداء إلى منازل الأمراء الثلاثة، واقتادوهم إلى أحد المعتقلات، بالتزامن مع حملة تفتيش دقيق لمنازلهم.


أحمد بن عبد العزيز هو الأخ الأصغر للملك سلمان، وعم ولي العهد، ومحمد بن نايف؛ ولي العهد السابق والذي أزاحه بن سلمان قبل 3 سنوات، أما نوّاف فهو شقيق بن نايف الأصغر.
موقع "ميدل ايست آي" البريطاني أضاف على ذلك أن بن سلمان اعتقل 20 أميراً على الأقل من العائلة المالكة، وأمر الأمراء بإظهار ولائهم له، فيما قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن تصفية الحسابات الجديدة هذه داخل بيت آل سعود تهدف إلى تسهيل صعوده إلى العرش.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=70106