وجهات نظر

عندما تتكلم الجغرافيا .. تركيا خارج حسابات الزمن


الاعلام تايم - افتتاحية

 

لا يعجم لسان التضاريس التي ترسم ملامح إدلب وحلب، فكلما تقدم الجيش العربي السوري على درب إعادتهما إلى المكان الطبيعي طاوعته الجغرافيا واقتربت أكثر من مبتغاه، وفي كل هذا يبدو لأنقرة خياران أحلاهما مرّ؛ ففي غرفة الإنعاش تحاول أن تطيل أنفاسها المتبقية داخل الحدود السورية، وهي ترى أحلامها تتهاوى الواحد تلو الآخر.. الآن تعجز عن لف ساعدها على كل القوى التابعة فوق الأرض، وغير قادرة على تقبل الخسارة القاسية واستيعاب تقدم الجيش دفعة واحدة واقترابه من إعادة ربط المحافظات عبر الطرق الدولية.

 

أنقرة الغارقة في خيباتها لا تجد إلا التهديد والجعجعة الإعلامية سبيلاً لحفظ ماء وجهها أمام جمهور العدالة والتنمية، وتواصل سلك طرق الوعيد في أي جديد يستجد؛ متناسية أن أي نقطة أنشأتها خارج إطار تفاهمات واتفاقات سوتشي وأستانا هي تحت أنظار الاستهداف المباشر، مع مباركة روسية ترى شرعية في استهدافها وتوجه الضربة الأقسى على رأس تركيا التي تطالب بالالتزام بما لم تنفذه أصلا، وتضع تفاهمات الطرفين على كف عفريت كما تقول العامّة.


أما الجيش العربي السوري فيبدو غير آبه بكل الجلبة التي تثيرها تركيا ومسؤولوها، ويحقق تقدماً مطرداً يهدف إلى توسيع الطوق الآمن واستعادة كل المناطق الإستراتيجية التي تفتح الطريق أمام استعادة إدلب وحلب بالكامل، والتوجه لاحقاً إلى ريف اللاذقية الشمالي، بالتوازي مع رسم آفاق سياسية قادمة يكون للسيادة السورية الكلمة الفصل فيها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=69040