وجهات نظر

إطلالة على العام 2020

أحمد صوان


الاعلام تايم - صحيفة تشرين


رحل العام 2019، رحل بأحداثه وتداعياته وشظاياه، رحل بعد أن اتضح أن صراعاً قائماً وعلى مختلف الصعد والمستويات بين مشروعين لا ثالث لهما، هما المشروع الأمريكي الذي أوجد نزاعات وتفجيرات وأفخاخاً على مستوى العالم، والمشروع المضاد للهيمنة الأمريكية وإملاءاتها وشروطها واستباحة الدول والضغط على الشعوب، وهو المشروع الذي لا يريد أن يكون بديلاً عن القطب الواحد الأمريكي، بل يريد الشراكة على أساس أمن واستقرار وسلامة العالم، أي ألا يكون هذا العالم مستباحاً ومخترقاً بذرائع وحجج وأوهام السيطرة، بل التوحش في فرض هذه السيطرة.


إنه المشروع الذي تقوده روسيا والصين ودول كثيرة إقليمية ودولية وعلى امتداد القارات الخمس، والعنوان الأبرز في هذا الفعل الحيوي والنشط هو مكافحة الإرهاب، وتشكيل محور مهم وأساس في العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية على أساس القانون والحق، وليس الهيمنة والسيطرة، لأن إرادة الشعوب هي المفصل فيما إذا كان هذا الصراع سيأخذ توجهات ومسارات مغايرة لإرادة وحق الشعوب في رسم طريقها وصنع مستقبلها.


إنه السؤال المركزي مع رحيل كل عام، وهو: ماذا عن العام الجديد، وأي مشهدية سياسية سيطلّ عليها العام 2020؟ هو سؤال لا يمكن الإجابة عنه بالتنجيم والتكهن.


لكن يمكن، وبوضوح كامل أن نتفق على تقدير موقف، أو رؤية لا تنفصل عن حسابات وحقائق العام الذي رحل، وكلها تشير إلى تراجع السياسة العدوانية الأمريكية، وضعف إن لم يكن الخوف والتوجس، في أوراقها التي كانت تأمل أن تضغط من خلالها، وقد فعلت على امتداد عقود سابقة، تفتعل أو تخلق الانفجارات وفي الوقت نفسه تطرح أنها «الإطفائي للحرائق»، حيث تأتي الحلول والمعالجات والتدخلات لتبقى هي «السيد» بالمطلق، أما وقد لحقت بها الهزائم من أمريكا اللاتينية إلى آسيا والشرق الأوسط، وحتى إلى أوروبا وإفريقيا، فإنها فقدت أوراق التدخل، وهو ما يشير إلى أن الحلول الكفيلة بهذه الأزمات ستكون بنظام عالمي متعدد الأقطاب، ولن تتمكن أمريكا من فرض شروطها أو مواقفها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=67334