وجهات نظر

عبث السياسة.. ما بين دونالد ترامب وتوماس هوبز


الاعلام تايم - صحيفة تشرين

 

هل هناك ما يجمع بين باحث اجتماعي اسمه توماس هوبز عاش في القرن السابع عشر ودونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الحالي؟!.


نعم.. هو شيء كبير ومهم. يطبق ترامب أسوأ صور العالم التي تحدث عنها هوبز قبل ثلاثة قرون! العالم الذي تسوده حرب الجميع ضد الجميع، العالم الذي وصفه ذاك الباحث بقوله: إنه مجتمع يكون فيه الإنسان ذئب الإنسان، باللاتينية «homo homini lupus».


قبل أسبوعين يوم العاشر من هذا الشهر نشرت مقالة في هذا المكان عن التطبيق العملي الراهن لمقولة هوبز تحت عنوان «حرب الجميع ضد الجميع»، ما يهمني هنا: الإشارة إلى الإسهام الضخم الذي يقوم به ترامب في هذا المجال.


قبل فترة انعقد في سان بطرسبرغ في روسيا «المنتدى الاقتصادي» الذي شاركت فيه مئة وأربعون دولة، ما يهمنا هنا هو حديث الرئيس بوتين التصويري حول النهج الأمريكي في العالم، قال بوتين: «النهج الأمريكي يعزز معركة من دون قواعد حيث يحارب الجميع بعضهم بعضاً» إنها جملة هوبز نفسها «حرب الجميع ضد الجميع»، الأمر الذي يعني فوضى عارمة يكون فيها «الإنسان ذئب الإنسان».


هذا العبث الذي لا يُحتمل والذي تقوده أقوى دولة في العالم يجعل مصير البشرية في عباءة الشيطان، هو عبث وفوضى صوّرها رئيس وزراء روسيا- رئيس حزب روسيا الموحدة ميدفيديف عندما قال واصفاً السياسة الأمريكية في العالم: «إن هذه السياسة تشبه فيلاً ضخماً هائجاً وقد انفلت من عقاله في غرفة مملوءة بالكريستال الثمين»، الكريستال هو مشاعر البشر ومصالحهم ومستقبلهم، أما الفيل فهو.. سياسة أمريكا.


في قول ميدفيديف هذا هناك مصطلح خطير وذو دلالة، وهو مصطلح «الهيجان».


هذا المصطلح يزيد على الرابط بين ترامب وما قاله هوبز رابطاً آخر، إنه ما قاله الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر عن «الهيجان»، يقول سارتر: «إن الهيجان هو استنفار الحواس والمشاعر والأعصاب والعضلات كافة لدرجة يتعطل فيها العقل والإدراك تماماً»، وهذا يعني أن الفيل الهائج ليس لديه نظام رقابة وتوجيه وإنما هو في حالة من الجنون الخطر الذي قد يدفع به لدعس أبنائه «الشعب الأمريكي» وليس الكريستال «شعوب العالم» فقط…
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=63901