وجهات نظر

الناتج المحلي الإجمالي ونادي التريليون دولار؟!

حيان سلمان


الاعلام تايم - صحيفة تشرين

 

يعدّ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي من أهم المؤشرات الاقتصادية المستخدمة دولياً لتصنيف الدول وفقاً للقوة الاقتصادية لها, ويعبّر الناتج الإجمالي عن قيمة مجمل الناتج النهائي من السلع والخدمات لدولة ما خلال عام واحد ومقيّماً بالأسعار السائدة في السوق, وقيمة الناتج لدولة ما تتغير من سنة إلى أخرى ويرتبط ذلك بعدد من العوامل لكن في مقدمتها معدل النمو الاقتصادي الذي يعبر عن مقدار الكفاءة الاقتصادية في استخدام الموارد المتاحة ومستوى إنتاجية العمل في استخدام عوامل النمو الاقتصادية من (عمالة وأرض ورأس مال وإدارة) وغيرها, وانطلاقاً من هذا فإنه ومن خلال تحليلنا للواقع الاقتصادي العالمي خلال السنوات الخمس الأخيرة وجدنا تغيراً كبيراً في (البانوراما أو اللوحة الاقتصادية العالمية) حيث تقدمت دول وتراجعت أخرى, وهذا التغير يتطلب إعادة النظر بالكثير من المصطلحات الاقتصادية المستخدمة مثل (دول السبع أو الثمانية الصناعية) أو (الدول المتطورة والأقل نمواً)..إلخ.

 

وانسجاماً مع تغير قيمة الناتج ظهر مثلاً مصطلح جديد وهو (نادي التريليون دولار) ويعبّر عن الدول التي يتجاوز ناتجها الإجمالي تريليون دولار أي أكثر من /1000000000000/ دولار سنوياً, وتأكيداً لما ذكرناه سابقاً فقد أكدت مؤسسة (فوكس إيكونومكس) وهي من أشهر المؤسسات البحثية في تقديم الدراسات الاقتصادية, حيث قامت مؤخراً بتقديم دراسة عن الدول العشر الأكبر في قيمة الناتج المحلي الإجمالي وحددت معدل النمو الاقتصادي لكل دولة, وهذا يعني أنه إذا استمر التباين في معدل النمو الاقتصادي بين هذه الدول فإنه سيتغير موضع الكثير منها لسنة 2019, أما تسلسل الدول لسنة 2018 فهو كما يلي (أمريكا وقيمة ناتجها /20/ تريليون دولار وبمعدل نمو 2,4% – الصين /13/ تريليون دولار وبمعدل نمو /6,4%/ – اليابان وناتجها /5/ مليارات دولار وبمعدل نمو سنوي /1,2%/ – ألمانيا وناتجها /4/ تريليونات دولار وبمعدل نمو 2%- الهند وناتجها /3/ تريليونات دولار وبمعدل نمو /7,4%/ – بريطانيا وناتجها /2,8/ تريليون دولار وبمعدل نمو /1,3%/ – فرنسا وناتجها /2,7/ تريليون دولار وبمعدل نمو /1,8%/ – البرازيل وناتجها /2,2/ تريليون دولار وبمعدل نمو /2,4%/ – إيطاليا وناتجها /2,1/ تريليون دولار وبمعدل نمو /1,3%/ – كندا وناتجها /1,8/ مليار دولار وبمعدل نمو /2,2%/), أما دول نادي التريليون دولار لسنة 2018 فقد ضم /15/ دولة وهي الدول العشر المذكورة سابقاً.

 

ويضاف إليها كل من الدول الآتية وحسب التسلسل (روسيا – كوريا الجنوبية – أستراليا – إسبانيا – المكسيك)، ومن خلال ماسبق يتبين لنا أن مراكز القوة الاقتصادية تتغير من سنة لأخرى, فقد احتلت الصين المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية وأزاحت من طريقها عدداً من الدول ومنها ألمانيا واليابان وفرنسا وبريطانيا وغيرها, وحققت الهند تطوراً كبيراً أيضاً وتحقق أعلى معدل نمو اقتصادي عالمي, وهنا تجدر الإشارة إلى أن أكبر دولتين في العالم من ناحية عدد السكان هي (الصين والهند), ولذلك نتوقع أن تكون عشرينيات القرن الحالي هي عصر الانتصار الآسيوي وتراجع الهيمنة الأطلسية المتمثلة بأمريكا وأوروبا, وهذا يؤكد الحقيقة التي تقول إن ما نعمله الآن هو الذي يحدد معالم المستقبل, وإن غداً لناظره قريب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=62877