الاعلام تايم - صحيفة تشرين
ما يقارب مئة عام انصرمت على آخر طربوش تركي، بعد إصدار أتاتورك «فرماناً» يقضي بمنع ارتدائه، وكان ذلك في عام 1925، أي بعد عام من نفوق السلطنة العثمانية، وعامين من معاهدة «لوزان»، معاهدة «لوزان» التي يعدّها رجب أردوغان، بتصريحاته العلنية، معاهدة أُجبرت عليها تركيا، وأنها سبب مشكلات تركيا الحدودية، الناجمة عن تنازلهم عن ميثاق «ملي» في اتفاقية «لوزان» الثانية، زعمٌ، لابدّ من أن ينطق به من يحلم بإعادة الخلافة «الإسلامية» العثمانية، ليلبس طربوش السلطان من جديد، حلمٌ له مناصروه بين أنصار حزب «العدالة والتنمية» وحزب «الحركة القومية» و«الذئاب الرمادية» الذين منهم ميليشيات قائمة بحدّ طمعها، تشارك في الاعتداءات على السوريين في شمال سورية، إضافة إلى سلوكيات الحكومة التركية (القاعدة الأساسية للإرهاب) منذ عام 2011 بدعمها العلني للتنظيمات الإرهابية، وتورّطها في نقل السلاح والدعم اللوجستي لها، واعتدائها السافر على سيادة الدولة السورية.
إذاً، ما بين تصريحات ساستها وسلوكيات حكومتها تطفو النيّات المبطّنة لتركيا، وتظهر مكشوفة للعلن، والتي من خلالها يحاول النظام التركي نبش الماضي وفتح الأبواب لصراعات جديدة وحروب ليست سوى محاولة من مهزوم للعب بالنار، إذ إن أي حراك أو تصعيد تركي سيكون اعتداءً على سيادة ووحدة سورية أرضاً وشعباً، وانتهاكاً فاضحاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأرض وتاريخ سورية يشهدان على طُهر حضارتها التي لن تسمح بأي اعتداء عليها، وفيها ستلقى جميع الذرائع الواهية التي تتبنّاها الحكومة التركية حتفها.
|
||||||||
|