وجهات نظر

باختصار: هاتف من برشلونة

زهير ماجد


الاعلام تايم _ الوطن العمانية


سوف نبدأ دائما من النقطة المتكررة، وهي التي تشكل أهمية الصراع الحالي في المنطقة وفي العالم الذي اكتشف خطأه ولو متأخرا لوقوفه مع الارهاب ضد الدولة السورية في تلك البدايات التي خاب فيها ظنه لاحقا.


المشهد المؤلم في برشلونة، يمكن أن يكون إذن من صنع الاوروبيين أنفسهم، وإن كان الاميركي هو السيناريست أي كاتب السيناريو وواضعه. سوف تتنبه اوروبا بشكل متأخر وبلحم شعبها الحي، أنها تدفع ثمن ظلمها لسورية ولليبيا وللعراق، وأنها وقفت مع المجرم والارهابي والقاتل ورمته بالورد وأعطته كي يكبر ويترعرع ويعيش.


لم يستوعب الاوروبيون أن الجيش العربي السوري يقوم بأكبر إنجاز عالمي بالزود عن بلده وعنهم في قتاله ضد اولئك الاوباش الذين أحلوا دم البشرية جمعاء ولم يفرقوا بين مسيحي ومسلم، أو أي من المذاهب الاسلامية، بل قدموا لوحة دموية معطوفة على أكبر تقدم لهم في الحصول على الارض والدعم والمكانة والسيطرة.


كنت حزينا على الضحايا المرميين في الشارع البرشلوني وهم ينزفون قبل الدم موقفا من حكومات اوروبا التي مازال بعضها يمارس دبلوماسية مقنعة مع الارهاب كي لايغضب عقل هذا الارهاب المركب في مكان بات معروفا .. فيما المطلوب صيحة شكر بأعلى الصوت للجيش العربي السوري ولسورية ولحلفائها وللرئيس الاسد، للعراق الذي قدم في أصعب أوقاته إنجازا نعجز عن شكر قواته المشتركة المسلحة ..


هل فات اوروبا أنها كانت تقرأ في الآتي يوم كان لها بعض الاستقلال السياسي قبل أن تطبق الولايات المتحدة عليها. ليس من التشفي انطلق في كلامي، سوى أني أترحم على شعوب اوروبا الموحدة الذين صاروا ضحايا، وسيصيرون أيضا في المستقبل طالما أنهم مازالوا غير واضحين من معركة سورية الكبرى مع الارهاب العالمي عنها وعنهم وعن كل العالم.


فرنسا ربما، كانت السباقة في إبداء الرأي المباشر والصريح مع سورية الدولة على لسان الرئيس ماكرون، بل إن دراسة صدرت تقول بإن ثلاثة آلاف من الارهابيين المهزومين في سورية والعراق وغيرها سيعودون الى بلادهم الاوروبية ولفرنسا نصيب الاسد فيهم، فهي بالتالي حائرة ولا تريدهم، ويبدو أنها مستعدة لتكليف أي كان لقتلهم في أمكنة وجودهم، فهو الخلاص النهائي منهم، وكذلك حال الارهابي الروسي وغيره من الارهابيين الذين ينتمون الى عشرات الدول، وفي سورية وحدها مايقارب المائتي تنظيم من شتى الاجناس والاعراق والقيادات المحلية والاجنبية.


أمام الهزائم التي يتلقاها الارهاب في كل مكان، فقد صار على مسلحيه إما أن يبقوا حيث هم وقد باتوا على معرفة بان عهدهم انتهى وبالتالي لابد من قتلهم ، أو أن يعودوا الى بلادهم ليضربوا فيها أمنها واستقرارها.


أهم درس يمكن قوله في هذه العجالة، إن الارهاب كلما طويت صفحته في سورية والعراق وليبيا، ازداد شراسة في مجتمعات هادئة كي يظل وهجه وصيته وسيطرته النفسية قائمة، بل هو سيزيد من ضرباته كي يحارب هزيمته الاكبر حيث حلم ذات يوم أن يستقر والى الابد.


كلنا موجوعون، لكن المطلوب أن يتوقف كل دعم لهذا الارهاب وقد بات معروفا مصادره . ثم قيام جبهة عالمية لمحاربته في كل مكان بقيادة الخبراء من الجيش العربي السوري ومن الحشد الشعبي العراقي ومن حزب الله ..فهؤلاء وغيرهم من دول معروفة رسموا خريطة النهاية لهذا العالم القاتل والشرس والحالم بأرض موعودة تعلمها من أستاذه الصهيوني .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=47343