حوارات ولقاءات

بنكهة مميزة و"سورية تتعافى".. حرفيو دمشق في معرض دمشق الدولي


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 

اشتهر الدمشقيون بمهارتهم في الصناعات اليدوية وإبداعاتهم في مجال الحرف والمنتجات التي تعتمد على يد وخيال الحرفي.. كما أعطت بعض الحرف اسمها لمن برع فيها فهناك عائلات حملت اسم الحرفة مثل النجار، الحجار، الحداد، الدهان، العقاد،  الحلواني، النقاش، الصابوني وغيرهم..


ومع انطلاقة الحرب على سورية و تأثر الحرفيون اليدويون ومنتجاتهم وعملهم بشكل كبير خاصة مع غياب السياح عن دمشق وما تعرض له الحرفيون من تهجير وتدمير منشآتهم.. واصل الدمشقيون من أصحاب المهن التراثية العمل في حرفهم التي توارثوها "أباً عن جد"، حيث جذبت منتجاتهم كل من شاهدها  في أصقاع العالم عبر مختلف المعارض و الأسواق.


هذا ما قاله رئيس اتحاد  دمشق للحرفيين عصام الزيبق في حديثه لموقع "الاعلام تايم"، لافتاً أن الاتحاد  لم ينقطع عن المشاركة في المعارض سواء كانت محلية أو خارجية، ومن وجهة نظره المعارض فرصة مهمة للتعريف بالمنتج السوري ومراحل تطوره ليقدم بشكل عصري مع المحافظة على روح الاصالة والتراث والطابع الخاص الذي تميزت به الحرف السورية.. ويضيف " نحن اليوم بصدد التحضير للمشاركة بمعرض دمشق الدولي أقدم معارض الشرق الأوسط وأهمها و ملتقى وسوق تبادل المعرفة والتجارة بين الشرق والغرب ولقاء كافة الفعاليات الاقتصادية خاصة أنه هذا العام هو حالة استثنائية  تشير بأن سورية تتعافى".


نعم سورية تتعافى.. عنوان جناح الحرفيين الذي أشار اليه الزيبق، مع التحضير والتجهيز للجناح ضمن آلية جديدة مبنية على المثابرة والتعاون لإدارة عجلة الاقتصاد، معتبراً أن الحرفيين كشريحة عاملة وواسعة لهم الدور الكبير في إعادة بناء سورية فكل حرفة هي  فرصة عمل ووجود مشروعات استثمارية وصناعية كبيرة لايكفي للاقتصاد الوطني بل يتطلب أعمالاً حرفية فهناك علاقة بين تطور الصناعات والمشاريع الاستثمارية بمختلف أشكالها وبين تطور ونهوض الحرف اليدوية، فمثلاً المشروعات العقارية السكنية تشغل أكثر من 40 حرفة بشكل مباشر وغير مباشر وهنا لابد من النظر للموضوع بشكل تكاملي.


وتابع رئيس الاتحاد "جناحنا من أكبر الأجنحة في المعرض ويضم عدة أقسام بمشاركة أكثر من 60 حرفي بدءاً من الحفر اليدوي على الخشب مروراً بالنحاسيات وليس انتهاء بصناعة  المطرزات والألبسة والتريكو وصناعة الفخار والزجاج وتعدين المعادن وصناعة الحلي والمجوهرات والحياكة والغزل والنسيج، منوهاً بجهود الحكومة في دعم تلك الحرف كي تتطور وتتحول إلى صناعات عبر تسهيل مشاركة الحرفيين  في المعارض لدعم عمل القطاع الأهلي والعام والخاص والترويج لمنتجاته وتسويقها والتعريف بمدى مساهمته في تحقيق التعافي الاقتصادي  وإعادة دورة الحياة للمجتمع السوري.


وختم رئيس الاتحاد أنه مما تقدم أثبتت الحرف السورية قابليتها للتطور والنمو فهي لم تكن حالة عارضة في حياة الناس، بل على العكس شكلت أساس الحالة الاقتصادية للبلاد فالانتاج  في الصناعات اليدوية يعتمد بشكل رئيسي على الأفراد، وغالباً فإن النسبة بين رأس المال والعمالة منخفضة مقارنة مع الصناعات غير اليدوية، لذا فإن هذا القطاع برهن خلال الأزمة أنه مصدر قوي لتدوير عجلة الاقتصاد عبر إنتاجه الذي يعتمد على استخدام الموارد المحلية، متوقعاً أن مشاركة القطاع الحرفي في الدورة 59لمعرض دمشق الدولي سيكون لها نكهة مميزة تصب في  بوتقة واحدة وهي دعم اليد العاملة وزيادة فرص العمل ورفد الاقتصاد الوطني.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=47172