وجهات نظر

عن مسرحية تبادل الأدوار.. الأميركي يكتب ويُخرج

جمال رابعة


الاعلام تايم


المتابع للتطورات الاقليمية والدولية في ظل المتغيرات السياسية التي طالت المنطقة، بعد زيارة  الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولقائه مع بني سعود في ما يسمى القمة العربية الاسلامية الامريكية، والانفجار والانشطار المفاجئ في العلاقات بعد زيارة ترامب،  بين قطر من طرف والسعودية والامارات و البحرين و مصر من طرف آخر، يخرج من طياته ومن بين جنباته رائحة عفونة أهم ميزاتها تصب في صالح الكيان الصهيوني لتبقى القوة الاكبر في المنطقة، وتبتعد عن مصالح شعوب المنطقة وتستثمر الاحقاد الشخصية، بأدواتها لحسن تنفيذ المشروع وفق الدور الوظيفي الذي يؤديه حراس ومشايخ آبار النفط.


الدور الوظيفي لقطر كان ومازال مهما ورأس حربة وحصان طروادة في الجسم العربي، لحسن تنفيذ مشروع "الفوضى الخلاقة" تحت مسمى "الربيع العربي"، الذي طال المنطقة العربية، ولو قدر له النجاح كما خطط له الغرب الأطلسي، لكنا أمام سايكس بيكو جديد ومزيدا من التقسيم والنزاعات العرقية والطائفية عبر أخونة المنطقة، لكن الفشل الذريع الذي أصابهم في مصر و تونس و العراق وسورية واليمن، ومن قبحهم وإجرامهم بفكرهم الظلامي ومن هيكليتهم التنظيمية كانت ولادات هذه التنظيمات الارهابية كالقاعدة و داعش و النصرة، التي استقت وخطت فتاويها وأفكارها من نبع الارهاب الوهابي.


الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والصديقة اتخذت قرارها بالقضاء على داعش وتوابعه، وأمام هذا المشهد كان لزاما أن يتم إعادة توزيع الادوار للدور الوظيفي لمشيخات وممالك الخليج في سيناريو جديد، يحقق استمرارية مشروع "الفوضى الخلاقة" ومزيد من الاستثمار الاقتصادي والسياسي في الارهاب من قبل الغرب الاطلسي تتقدمهم واشنطن، واللعب على المتناقضات بين الاطراف المتصارعة بصورتها الخليجية اليوم، بين بني سعود وآل ثاني من الجانب الاقتصادي حيث سطا ترامب على مبالغ اكثر من 460 مليار دولار بعد طلبه بليون وخمسمائة  مليار من بني سعود لدعم الموازنة الأمريكية المترنحة نتيجة العجز، وحتى حصوله على ما طلب ينفرج التوتر المصنع امريكيا بين السعودية وقطر، بدعوى أن قطر تدعم الارهاب الدولي وبني سعود أبرياء لا علاقة لهم بالارهاب، إنها مسرحية هزلية تخرجها واشنطن الراعي الدولي الاول للإرهاب.


ووفقاً للمعلومات، فإنّ" وزارة الداخلية البريطانية لن تكشف أية معلومات حول النتائج التي توصلت إليها المخابرات، وهي لن تفعل ذلك نظراً لطبيعة النتائج "الحساسة جداً"، وسط ترجيحات باحتواء النتائج على إشارات تكشف النقاب عن تورط السعودية، الحليف الوثيق للمملكة المتحدة والراعي الأول للايديولوجية التكفيرية الوهابية في العالم"، مع إعادة صياغة الدور الوظيفي للاخوان المسلمين تحت مسمى الاسلام السياسي لأهميته على اعتبارهم يشكلون القوة الاساسية لتنظيم رابطة العمل الاسلامي الى جانب النقشبندية.


ولا بد من الاشارة هنا أن هذه الرابطة أنشأها بني سعود بطلب من بريطانيا عام 1962 لتمويل كل من جماعة الاخوان المسلمين والجماعة النقشبندية، مع التنويه ووفقا للكاتب تيري ميسان أن ميزانية الرابطة عام 2016 أعلى من ميزانية الجيش السعودي.


باشرت فعاليات القمة السرية أو ما يعرف بمؤتمر بلدربيرغ،(حكومة سرية تدير العالم) الخميس 1 يونيو/حزيران 2017، في العاصمة الأميركية واشنطن أعمالها وحسب ما أوردته شبكة فولتير في مقال لتيري ميسان أن هناك مناظرة بين أنصار مكافحة التطرف الإسلامي، وبين داعميه، تمحورت حول إيجاد تسوية بين المعسكرين، أو أخذ العلم بالخلافات القائمة، وعدم السماح لهم بتدمير الهدف الأساسي للحلف، ألا وهو مكافحة روسيا.


الأمر الوحيد الذي يبدو أنه جرى التوافق عليه بين الحلفاء تجلى في ضرورة التخلي عن مبدأ الدولة الجهادية، هذا يعني التخلص من داعش، مع احتمال أن يستمر البعض منهم مع تنظيم القاعدة، وهم بذلك  يجسدون تماماً المثل العربي (خرجوا من الباب ليدخلوا من الشباك).

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=45994