الإعلام تايم-الديار
اذاً، كاليغولا وبات جزءاً من يومياتنا، قبل أسابيع قليلة كان سيرغي لافروف يتصل ببعض أصدقائه ليبلغهم بأنه متفائل بأن أعاصير الدم في المنطقة ستتوقف في غضون عام أو عامين، الآن، كل شيء انقلب رأساً على عقب.
ليس الإيرانيون ضحايا الحقبة المقبلة. هؤلاء تمكنوا من التكيف مع العقوبات، بل وطوروا إمكاناتهم التكنولوجية والعسكرية، واستطاعوا اللعب في ساحات المنطقة، وفي أزمات المنطقة، لا بل إنهم فرضوا اتفاق فيينا على الدول الكبرى التي عجزت او يئست من إمكانية ترويضهم..
العرب هم الضحايا لأنهم يُدفعون، ويندفعون، الى الصراعات البعثية على أنواعها مئات مليارات الدولارات تذهب الى التسلح بدل أن تذهب الى التنمية، التنمية الإنسانية بالدرجة الأولى وحيث مجتمعاتنا، مجتمعاتنا اليائسة والبائسة، لم تجد ملاذاً، أو فسحة رجاء، سوى في العالم الآخر...
هكذا بدلاً من أن ننتج اينشتاين (أو الخوارزمي) ننتج أبا بكر البغدادي، وبدلاً من أن ننتج حتى معجون الأسنان (معجون الأسنان يا جماعة) ننتج الفتاوى التي تقشعر لها الأبدان.
تريدون آخر مثال؟ رد الأزهر على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى إعادة النظر في الطلاق الشفوي (طالق، طالق، طالق) تفادياً لتشتت العائلات ولتبعثر الأطفال على الأرصفة.
تصوروا أن يقول الأزهر (الذي كان وكان ذات يوم) أن دعوة الرئيس المصري تتناقض والأصول، لكنه وجد هذا المخرج المضحك (والمبكي)، إذ لا يصبح الطلاق شرعياً إذا تلفظ الزوج بكلمة "طالق" هكذا "تالق" أو "طالىء". يفترض أن يكون اللفظ بالفصحى ليستقيم الشرع.
في أي زمن يعيش هؤلاء الفقهاء الذين يفرضون علينا قيمهم، وثقافتهم، ثقافة ما قبل الكائن البشري، بدل أن يحثوا على العلم، وعلى التنمية، وعلى الدخول في ديناميات العصر؟
هكذا أصابنا الهلع من دونالد ترامب، وأعلنا مبايعتنا له في مواقفه البلهاء حيال إيران التي لا بد أن تكون لها عواقبها الكارثية على المنطقة بأسرها ما دمنا مجتمعات من زجاج ودولاً من زجاج...
هل يدرك العرب ما تعني وما تفضي اليه سياسات البيت الأبيض حيال الشرق الأوسط؟ اسألوا الموتى!!! |
||||||||
|