وجهات نظر

رأي الوطن.. إرهاب يدعم بعضه بعضاً


الإعلام تايم - الوطن العمانية
 

الغارة الإرهابية الإسرائيلية التي استهدفت مطار المزة العسكري غرب دمشق منتصف ليلة الجمعة الماضية لم تكن مفاجئة أو مستبعدة الحصول أساساً، بل إن الحضور الإرهابي الإسرائيلي على الميدان السوري كان ولايزال بالوكالة والأصالة منذ تفجير مخطط تدمير سورية؛ ودائماً ما يحضر بالأصالة والمباشرة لدعم التنظيمات الإرهابية التي تعمل لأجله ولمشروعه الاحتلالي في المنطقة والذي يرى في سورية بوابة امتداده وانفتاحه ومد أذرعه في المنطقة كلها، والذي لا يزال يعمل جاهداً بالتعاون مع هذه التنظيمات الإرهابية وحلفائه الاستراتيجيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وعملاؤه وقوى الخيانة والشر على كسر البوابة الدمشقية، والوصول الكامل إلى سورية كلها؛ القلب العربي النابض، لكي يتمكنوا جميعاً من تمزيق هذا القلب، وليتمكنوا بعد ذلك من تحرير شهادة الوفاة للعروبة، وكتابة صك استسلام المنطقة وتبعيتها للمستعمرة الكبرى المسماة "إسرائيل"، والمباشرة برسم خريطة جديدة تختفي فيها مظاهر القومية والعروبة، ومعنى الدولة العربية القومية الموحدة والمتصلة جغرافياً، لتكون المنطقة كلها عبارة عن كيانات طائفية متناحرة تذوب فيها الهوية، وتتلاشى كل الجوامع المشتركة بين أبناء المنطقة والعروبة.

 

فالعدوان الإرهابي الإسرائيلي جاء في إطار محاولة رفع المعنويات المنهارة للتنظيمات الإرهابية التي يتوالى الضرب على رؤوسها وإعلان خنوعها واستسلامها، وتسليم أسلحتها والهروب إلى محافظة إدلب الخزان الإرهابي الكبير من جهة، وفي ظل وقائع ميدانية وسياسية لا تميل كفتها لصالح الإرهاب ومحوره من جهة أخرى، وبالتالي في الاستيضاح السياسي المرافق لحالة الأدوار الوظيفية والأساسية، لم يكن الدخول الإرهابي الإسرائيلي على خط دعم شقيقه الإرهاب العدواني في سورية مفاجئاً في التوقيت، بل إن حالة الإفلاس الميداني والسياسي تقتضي ضرورة الخروج من نفقه بإعادة خلط الأوراق والتشويش والإرباك في الميدان والسياسة، ففي الأول لايزال إطلاق النار صامداً رغم بعض الخروقات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية غير المنضبطة وغير الملتزمة تنفيذًاً لأوامر أسيادها، بالإضافة إلى الاستثمار اللافت لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل سورية وحلفائها في المصالحات اللافتة وتسوية أوضاع المسلحين وتسليم أسلحتهم، وانخراطهم مع الجيش العربي السوري في تشكيل حماية دفاع وطني عن القرى والأرياف والمدن المطهرة من رجس الإرهاب.

 

أما في الميدان السياسي فقد جاء العدوان الإرهابي في الوقت الذي يقترب فيه موعد اجتماع أستانة لمناقشة سبل الحل السياسي للأزمة في سورية، وفشل محور الإرهاب والشر في خنق العاصمة دمشق وإبادة أكثر من خمسة ملايين مواطن سوري عطشاً أو تسميماً، وذلك لاعتبار الحكومة السورية أن وادي بردى ومنبع الفيجة خطًّ أحمر، وبالتالي التنظيمات الإرهابية المسيطرة عليه ـ والتي تلقت أوامر من أسيادها لقطع المياه عن دمشق وتلويثه بالمواد السامة ـ هي مستثناة من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما دفع الجيش العربي السوري إلى استهداف تلك التنظيمات الإرهابية وإجبارها على الخروج وفرض التسوية عليها بتسليم أسلحتها، وتسوية أوضاع من يرغب، ومن لم يرغب اختار الذهاب إلى إدلب دون أن يتعرض له أحد بالأذى.. فجملة هذه التطورات من الواضح أنها تثير الكراهية والحقد لدى الطرف الأصيل في المؤامرة وهو كيان الاحتلال الإسرائيلي؛ لذلك حاول أن يتدخل بإرهابه لدعم ما أنتجه مع حلفائه وعملائه وأتباعه من إرهاب ضد سورية للتشويش وخلط الأوراق والإرباك، وتخريب ما تم التوصل إليه، كاتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق على موعد بدء المحادثات لبحث الحل السياسي في أستانة، ولجهة محاولة إجبار سورية على فتح جبهة جديدة لا تريدها في الوقت الحالي.


إذاً… إرهاب اسرائيلي يدعم شقيقه ومُنتَجه في سورية، للخروج من نفق الإفلاس والبحث في الزوايا الاحتياطية عن عملية تحريك للإرهاب، أمام اتفاقات ميدانية وسياسية خلقت حالة من الاستعصاء أمام التنظيمات الإرهابية لكي تواصل جرائمها وموبقاتها بحق سورية وشعبها وجيشها وبناها الأساسية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=42811