وجهات نظر

ماذا عن دور المواطن؟!

عماد نصيرات


الاعلام تايم

كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن تردي واقع النظافة في مدينة قدسيا الجديدة في محافظة ريف دمشق وغيرها من المجالس المحلية بين أوساط الرأي العام في المدينة وشكلت موجة من الانتقادات حول أداء مجلس المدينة كان من آثارها المباشرة إعفاء رئيس مجلس المدينة من منصبة وسحب الأعمال من متعهد النظافة وتدخل محافظة ريف دمشق ببعض آلياتها وكوادرها لرفع مستوى النظافة وإعادة الأمور إلى نصابها.


ما لفت نظري من خلال جولة في شوارع المدينة أن المواطنين فيها لا يساهمون بشكل فاعل في رفع سوية واقع النظافة، وأقصد أن غالبية المواطنين لا يتقيدون بتطبيق قوانين النظافة ولا يتقيدون بأوقات رمي القمامة، وجزء كبير منهم يرمي قمامته بجانب الحاوية على الرغم من أنها فارغة، وحتى إنه لا توجد مساهمات من قبل المواطنين الميسورين في المدينة بأعمال تنظيف شوارع أو أي نوع من الخدمات الأخرى أو تقديم – على الأقل – الرعاية للأشجار أو الحدائق داخل منازلهم… فقط يكتفون بالشكوى والنقد… وللإنصاف وليس للدفاع عن أحد، فإن عدد سكان المدينة تزايد من 35 ألف نسمة إلى نحو 300 ألف نسمة.. وبالتوازي لم تتزايد إمكانات المجلس طرداً مع تزايد عدد السكان وبالتالي لابد على المواطن أن يغير ثقافته في ظل الأزمة والحرب الإرهابية على مدار السنوات الست الماضية..


وبالتالي لايكتفِ بالمطالبة والنقد… فهناك حقوق وهناك واجبات، فمن واجب مجلس المدينة تقديم الخدمات للمواطنين بأكمل صورة، وكذلك من حق مجلس المدينة مخالفة ومعاقبة كل مواطن لا يتقيد بالأنظمة والقوانين، فلماذا لا يُفعّل المجلس قانون النظافة ويفرض عقوبات على المخالفين ويوظف الأموال المحصلة في رفع سوية النظافة والآليات التي تساهم في نقل القمامة إلى أماكن تجمعها؟! أكثر من 100 مليون ليرة قدمتها وزارة الإدارة المحلية والبيئة لصيانة آليات القمامة للمجالس المحلية في ريف دمشق وكذلك بالنسبة للمحافظات الأخرى، وهذا ليس بالرقم القليل والكثير من الأموال تصرف كأجور للعمال وقيمة تعهدات للنظافة وغيرها.


أعتقد أنه آن الأوان لتفعيل دور المجتمع المحلي للمساهمة برفع سوية الخدمات من خلال مساهمته وتشجيعه عبر مختلف المنابر ودور الثقافة فالمساهمة في نظافة شوارعنا وحدائقنا العامة لا تحتاج إلى اعتمادات كثيرة ولا لصرف أي ليرة هي فقط بحاجة إلى القليل من الجهد والكثير الكثير من الغيرة وحب وطننا وانتمائنا له.. ودمتم.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=40948