وجهات نظر

أوقفوا هذا المجنون

نبيه البرجي


الاعلام تايم_الديار
ذاك الرجل المصاب بالهذيان الا يقودنا الى الغثيان؟
هل يقودنا الى التاريخ أم الى اللاتاريخ؟ هل يقودنا الى الله أم الى العدم؟ حان الوقت لكي نصرخ في وجه العالم: أوقفوا هذا المجنون الذي يدعى رجب طيب اردوغان...
تابعوا تصريحاته اليومية حول الموصل التي قال إنها "جزء من روحنا" كما لو أن المدينة لم تولد قبل أن تجتاحها الخيول العثمانية بآلاف السنين، وحول مؤتمر لوزان، محاولاً استعادة بلاد الشام والعراق ومصر والسودان وقبرص وليبيا...
إثر محاولة الانقلاب، بكل غموضها، أغلق الكليات الحربية، وعين أستاذ التاريخ العثماني إرهاب افيونجو رئيسا لجامعة الدفاع الوطني التي يجري تأسيسها الآن لتتولى إعداد ضباط الجيش...
وفي إطار مشروعه لإعادة بناء وهيكلة المؤسسة العسكرية، قفز فوق كل المعايير الكلاسيكية والثورية، وربط رئيس الاركان به مباشرة لا بالحكومة، الاكثر إثارة هو فصله قادة الجيوش عن رئاسة الاركان وربطهم بوزارة الدفاع.
كل ضابط، ومنذ الان، يفترض أن يكون عثمانياً (سلجوقياً) ويسعى لإعادة السلطنة، والا اعتبر عميلاً لكمال اتاتورك او لفتح الله غولن، حتى أن رئيس الاركان السابق الكرباشبوغ لاحظ أن الوضع السيكولوجي داخل المؤسسة العسكرية معرض للانفجار، وأن كل ضابط، أو كل جندي، يتوقع أن يطاله التطهير أو الاعتقال اذا لم يكن من ذلك النوع الذي يجثو على قدمي اردوغان...
قلنا إن المحاولة الانقلابية قد تعيده الى رشده، فإذا به يزداد هذياناً، ونزداد غثياناً، يتحدث عن الموصل كما لو أنها محظية عثمانية ويمتلكها حيدر العبادي، ويتحدث عن حلب باللغة نفسها، وقد تذهب به اللوثة العثمانية الى حد قرع أبواب فيينا مرة أخرى، كما لو أنه لا يدري لمن صنع ريتشارد فاغنر سنفونية "غروب الالهة".
كل السلاطين، وكل التوتاليتاريات الدينية أو العائلية، أو السياسية، أو العسكرية، الى غروب، دون أن يجد السلاطين والتوتاليتاريات، حتى من يقرع لهم... الطناجر.
من لا يعرف دوره في تفجير سورية طائفياً وسياسياً، ومن لا يعرف دوره في تفجير العراق اتنياً وطائفياً وقبلياً، ومن لا يعرف ماذا كان يعد لمصر، فيما هناك عرب يتوجونه ملكاً عليهم (سلطان السلاطين) ليتقدم الصفوف في الصراع مع  ايران، ودون أي اعتبار لما فعله العثمانيون بآبائنا، وبأهلنا، وببلادنا على مدى أربعة قرون.
كثيرون تحدثوا عن تعليق المشانق في ساحة البرج في بيروت، وفي ساحة المرجة في دمشق، لإزالة كل من يدعو الى التحرر أو الى إبدال الطربوش العثماني بالبرنيطة الانكليزية أو الفرنسية. قلة تحدثت عن المشنقة التي علق عليها... الزمن.
اردوغان، يطمح (علنياً) لوضع اليد على مدننا على أنها جزء من الروح العثمانية وكما تلاحظون يمتطي ظهر التاريخ، وظهر الايديولوجيا، وظهر الدبابات لإزالة دولنا، ولتفتيت مجتمعاتنا...
أخطر من ابي بكر البغدادي؟ أجل أخطر بكثير لان الخليفة لم يكن يوماً الا صنيعة استخباراتية، فيما السلطان الذي كان له الدور الاكبر في انتاج تنظيم الدولة الاسلامية في العراق قبل نقله الامتدادية الى بلاد الشام، يعتبرنا ولايات عثمانية ويفترض استعادتها بأي ثمن...
اذا بقي على جنونه، وبقينا على تهاوننا، لا بد  أن نرى والياً على الموصل، ووالياً على حلب، بل ووالياً عثمانياً على بغداد ودمشق وبيروت. مكة أيضاً محظية عثمانية!!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=40709