وجهات نظر

باختصار : نريد انتصاراً

زهير ماجد


الإعلام تايم - الوطن العمانية


بحاجة ماسة إلى نصر كبير أو مجموعة انتصارات ولو صغيرة .. أعرف أن بالإمكان تنشيط الأحلام لتصبح حقيقة فإذا هي واقع، وأعرف أن الذين يقاتلون من أجل الأمة لا يدافعون فقط ولكن يصنعون نصراً مضاعفاً، دفاع وهجوم .. لكني كلما شاهدت فتى فلسطينياً ثقب الرصاص الإسرائيلي رأسه أو صدره صفعتني أكثر الإهانة التي لا تغتفر للرئيس محمود عباس وهو يعزي بأكبر مهندسي هذا القتل الطويل منذ إنشاء الكيان الغاصب .. ولم نهن فقط، بل دعسنا الإسرائيلي على أنوفنا، بل شعرت أن أبا مازن يبارك الإسرائيلي على قتله للفلسطينيين بهذا الدم البارد.

 

نريد انتصارات كي لا نفقد شجاعة الوقوف أمام المخاطر .. ولكي يقال غداً في كتب التاريخ أننا تمكنا من فعل، أهمية أن ننتصر أننا سنكتب تاريخاً بدمنا، يعني لصالحنا وسيكون مرجعاً لأجيال لم تتعرف على العذاب الذي  خضناه من أجلها، ومن أجل حياة فضلى لها .. لكني أشك أن ينتهي الصراع في المنطقة بوجود إسرائيل، إن قبلنا نحن ونحن لن نقبل ، سيظل هنالك من يخرج ليحمل سيفه ويحارب دولة الاغتصاب، فإن إسرائيل قد لا تقبل أيضاً إلا بإنهاك الأمة تماماً وبسحقها لكي لا يبقى فيها صوت مقاوم، وهذا عكس التاريخ ولن يحدث.

 

وأكاد أعرف أن " داعش " يعيش آخر إمكانياته في العراق، لكنه سيخلع ثياب القتال ليذوب في المجتمع منتظراً متى يأتي الوقت لصالحه مرة أخرى. يقتل صاحب الفكرة لكن الفكرة تظل، فلماذا ظهر داعشيون في كركوك وهم كانوا نياماً ربما مروا يومياً في الساحات ولم يتعرف عليهم أحد من السكان، بل ربما هم من السكان الأصليين أيضاً. مهما فعلنا، فلن نتمكن من إذابة الفكرة، وإذا ما اعتمدنا على الزمن فيلزمنا أن نظل اقوياء دائماً لأن الشر متربص بنا، يتابعنا عن بعد وعن قرب، يقيس حجم المناعة ليقرر متى دوره .. ثم نحن أيضاً بحاجة ماسة إلى قادة كبار، زعماء، وليس موظفين عند شعوبهم.

 

أقول يجب القتال بين الفينة والأخرى من أجل كتابة تاريخ لأحداث، الصمت أحياناً في حياة الأمم يعني الموت .. نحن أمة اعتدنا على أن نقرأ ايامنا ثم نستحضر مثلها ، نقول " كانوا " يواجهون الأخطار، ونحن نواجه أيضاً. مفهوم التتابع التاريخي لدينا مليء بالصراعات التي لا نرى في جديدها اليوم جديداً سوى أنه حلقة ممتدة سوف لا تتوقف أيضاً في المستقبل المرئي أو البعيد. لقد ولدنا في منطقة تعوم على خير من شتى الأنواع ، فكيف لعالم لا خير عنده ومتقدم القبول بالسكوت.

 

اليوم " داعش " ومشتقاته، وغداً لانعرف ماهي الأسماء التي ستتوارث غبار الصراع لتلبسه على حقيقته وتقاتل من أجل أن تستمر. سجل الأحداث عندنا عميق ومتسلسل، يكفي أن نفتح صندوقها حتى يتراءى لنا ما عاشته الأجيال السابقة وكيف ظنت أنها الوحيدة التي تواجه مصيرها، تماماً كما يعتقد البعض اليوم بأننا نعيش سؤال المصير لأول مرة، فيتأففون ويتذمرون .. لاشك أن الحياة الهادئة فيها سعادة للنفس البشرية، لكن ما العمل ونحن ولدنا كي ننشغل دائماً بالدفاع عن الذات لأننا، إما أننا لا نستأهل الحياة، أو أننا في المقدمة وعلينا أن نتحمل كل ما يرمى في وجه العالم فنكون أول من يطاله ويتلقفه.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=40524