وجهات نظر

باختصار … وأيضا عن الموصل

زهير ماجد


الإعلام تايم -الوطن العمانية

كل يفكر في اليوم التالي لهزيمة " داعش " في الموصل، فيما فكرة الأميركي تدور حول بديل هذا التنظيم الذي من المؤكد أنه لن يمحى عن وجه المنطقة والعالم مهما كانت النتائج في الموصل وغيرها .. خصوصاً وأنه ما زال حديث العهد، أي أن له عوداً قوياً إضافة إلى قدرة على الاختفاء إلى حين العودة من جديد.

معركة الموصل الجارية، إذا لم يهرب " داعش " تاركاً وراءه أفكاره، قد تواجه صعوبات مثل تلغيم الجسور الحيوية على نهر دجلة أو الخندقة التي باتت معروفة، أو الاحتماء بالأهالي كمتاريس، أو أي شيء آخر، الا أنها كيفما كانت فهي محسوبة تماماً، وموضوعة في خارطة وتفاصيل المعركة، بل لن تكون هنالك مفاجآت .. ستون الفاً من الهاجمين يجب أن تحدث زلزلة لدى الإرهابيين الذين قد يعشقون البطولات الوهمية الفارغة فيقاتلون ..

كنا أوائل من كتبوا حول انسحاب " داعش " من الموصل إلى الرقة والتي هي عاصمتهم الحقيقية، وجرى لذلك على مدار الأسبوع الماضي والأيام الاخيرة تهيئة في المدينة من أجل استقبال القادمين اليها .. فماذا تكون قد فعلت الحرب عليهم في المدينة العراقية الكبرى سوى أنهم انتقلوا منها إلى مكان آخر، من تجمع في مكان ألفوه، إلى مكان آخر سوف يألفونه، وبالتالي فنحن أمام هجرات كبرى للإرهاب يجب أن تكون لها نهايات حتمية تقوم على اختفائه في المدى المقبل.

إذن المعركة شغالة، ومن المفترض ألا تدوم طويلاً لأن الاميركي مستعجل من أجل انتخاباته الرئاسية وهو يريد أن يقدمها هدية للمرشحة هيلاري كلينتون. فليس أحب على قلب الاميركي سوى أن تقدم له هدايا من هذا النوع ينساها بعد دقائق، فهو غير مهتم بالسياسات الخارجية لبلاده، ولهذا يتحول وزراء الخارجية الأميركية إلى ما يحلو لهم دون حساب داخلي أميركي.

والمعركة الجارية في الموصل، تجري أمام عدسات الكاميرات وأمام المشاهد العالمية، الحروب الحديثة هكذا صارت .. وفي اليوم الذي تقرر فيه الهجوم كان واضحاً للخصم تفاصيل ما سيحدث أيضاً. معارك مرسومة يتوقعها كل طرف وليس مبالغة القول أنه تدرب عليها قبل أن تبدأ. الواضح أن التقدم للجيش العراقي وأطرافه الأخرى يجري بطريقة القضم الهادئ كي لا تكون هنالك دعسة ناقصة كما يقال .. ويفترض أن يكون التنسيق بين أطراف المهاجمين واضحاً وقائماً.

التركي من بعيد يحذر، فهو يعتبر أن شيئاً ما ستكون له تداعياته بعد انتهاء المعركة. بالعقلية الأردوغانية فإنه سواء شارك في المعركة أو لم يشارك يريد أن يحصد نتائج لصالحه .. يريد أن يأكل قسماً من الجبنة كي لا يفوته قطار الحضور السياسي لاحقاً في العراق .. إذ لا بد من الاعتراف أن ما أصاب العراق بعد فرط جيشه وقواه الأمنية ومؤسساته كافة فتح شهية القوي والضعيف للتدخل في شؤونه من أجل التأثير على بناه كافة من شعبية وسياسية واقتصادية ونفطية بالدرجة الاولى.

ويظل الهاجس الأميركي قائماإ: ماذا بعد " داعش " .. من الآن يفكر، أو هو فكر وبدأت مختبراته كافة في اختراع البدائل .. يجب أن لا تصحو المنطقة كي لا تذهب إلى التفكير بحالها .. يجب أن تظل معاركها قائمة مهما كلف الأمر.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=40443