وجهات نظر

"إنها دابق ورب الكعبة".. ماذا عن "الخلافة"؟!

طارق ابراهيم


الاعلام تايم_خاص


"إنها دابق ورب الكعبة".. بهذه العبارة عبّر أحد مسؤولي تنظيم "داعش" الارهابي عن فرحه بقرب "ملحمة آخر الزمان" الوارد ذكرها في الاسانيد الدينية الضعيفة.. "أسود الاسلام رفعوا راية الخلافة في دابق وهم الآن بانتظار جيش الصليبيين".. "إن وعد الله آت".. "خلافة على منهاج النبوة".. منظرو "داعش" مستمرون في إطلاق العبارات الرنانة التي "قطفوا ثمارها" في جذب جيش من المتطرفين.. ولكن ما الذي حصل؟ لماذا قرروا الانسحاب؟.. هل قرروا مواجهة "الصليبيين" في مركز خلافتهم.. التبرير جاهز.. "دابق" تنتظر 80 راية وفق الرواية الدينية التي استند لها التنظيم ولأنها مازالت نحو 60 راية فهو مضطر للانسحاب، وبالتالي سيكون من البديهي تسليم الموقع الرمز الذي ما فتئوا يمجدون ملحمتهم القادمة فيه مع "الكفار الصليبيين"!!!


بالفعل.. هم انسحبوا من الموقع دون أن يبذلوا قطرة دم واحدة دفاعا عن عقيدتهم المقدسة و اليوم ينسحبون من مركز "خلافتهم" في الموصل.. سيناريو يتكرر في أراضي "الخلافة الداعشية" في العراق وسورية..
أعطى "الخليفة" الامر.. دخلت قواته الى "دابق".. وقبلها الى جرابلس في الشمال السوري وبعشيقة في الشمال العراقي واليوم في الموصل وغداً في الباب الحلبي، بحسب ما نقلت مصادر إعلامية، والهدف "محاربة داعش"، إلا أن الاخير لم يطلق طلقة واحدة، فـ"درع الفرات" هي القوات الرديفة له في مهمته.. الهدف واحد والتنسيق عال.. ولأن لـ"دابق" رمزيتها عند أردوغان(معركة "مرج دابق" في 1516 والتي كانت البوابة الرئيسية لأجداده الى حيث يحلم أن يصلي اليوم)، فهم أدواته الدواعش" مضطرون للانسحاب.. بعد إكمال مهمتهم في وضع "ثقافة ومخطط تقسيم المنطقة على طاولة جنيف أو لوزان أو....".


القوات الانكشارية بدأت تغزو أراضي الجيران مستغلة الازمات التي يمرون بها متحالفة مع الغرب لتحقيق أحلامها.. وللعلم من ظن أن البغدادي هو خليفة "داعش" فهو مخطئ، كل المؤشرات وما يجري على أرض الواقع يؤكد أن أردوغان هو الخليفة والسلطان وقائد جيش الانكشارية العثمانية ونسخته الاصلية "داعش".


ومن يريد حقيقة ما ذكرناه عليه فقط أن يجيب على هذه الاسئلة.. لماذا ينسحب "داعش" من كل المواقع التي ينوي "الخليفة العثماني" غزوها؟؟ماذا حملت آليات أردوغان عندما دخلت نحو الموصل؟ ولماذا لم يضربها "داعش"؟ أموال النفط أو ثمن إخلاء مقراتهم لقوات الخليفة الاصيل؟ أم حملت أسلحة محظورة لداعش؟ هل جاءت الاليات بقادة "داعش" المهمين الضباط الاتراك.. أي أخرجتهم من الموصل؟ أم أدخلتهم اليها؟
هل أمّنت ممرات لعبور "الدواعش" من الموصل الى أراضٍ أخرى في سورية (دير الزور_الرقة) ؟وهذا ما تؤكده مصادر إعلامية بان العديد من عائلات "داعش" وصلت الى الرقة
..


جميع المؤشرات تؤكد بأن تركيا لن تتراجع عن خطوتها في الموصل.. ولن تتراجع عن "بعشيقة".. فوجودها في المنطقة وحرية تحركها جاءت من "اعتبار تاريخي" بأن الاتفاقيات التي أخرجت تركيا من تلك المنطقة في بدايات القرن الماضي انتهى مفعولها(سيفر، لوزان، سايكس بيكو).. في حين السلطان يريد تعويض تراجعه في سورية.


العراقيون نادوا بأعلى الصوت لسحب القوات الانكشارية من المناطق التي دخلوا إليها سواء أكانوا بطلب من السلطات أو غير ذلك.. ما اضطر قائد الحاميات الانكشارية(الخليفة) الى رفع الصوت حتى لو كلفه حرباً إقليمية.. مهدداً رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قائلا: "أنت لست ندّا لي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهمًا بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وأن تلزم حدك أولًا".


الرد العراقي الاعنف جاء من رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، متوجها لأردوغان: "أخرج بكرامتك أفضل من أن تخرج مطروداً فقد اتفق كل العراقيين على رفضكم".. " أنت يا أردوغان احم مسلمي تركيا من المخاطر والظلم ثم ادع أنك تريد حماية مسلمي العراق. ثانيا: أي مسلمين؟! إن كنت تقصد أهالي الموصل فنحن كعراقيين على أتم الاستعداد لحمايتهم وأنا على استعداد لحمايتهم بالتنسيق مع الحكومة.".. "أما لو كنت تقصد داعش فهذا يعني أنك من داعميهم وبالتالي يحق لنا مقاضاتك دوليا على دعمك للإرهاب"..


لله در الرجل.. ما باله  أصابه جنون السلطنة.. بالأمس كان يريد الصلاة في الجامع الاموي واليوم يريدها في عاصمة الخلافة العباسية.. بالأمس كان يهدد دمشق ومازال واليوم يوجه تهديداته لبغداد.. أردوغان يحلم أن يعيد أمجاد أجداده ظناً منه أنه يعيش في القرن الرابع عشر أو الخامس (فترة ازدهار وقوة الدولة العثمانية).. مازال في غفوته أو أنه يعرف ويتظاهر بأنه لا يعرف أن الغرب وواشنطن يمتطون ظهره للوصول الى أمنياتهم في حكم الشام.. والى الان مازال يصدق أو يراوغ وفي اعتقاده أنه سينصب "خليفة" على المسلمين.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://www.emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=40434